(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
Print this page
Wednesday, 18 February 2015 09:35

حاجة الشباب إلى منهج يصحح عقائدهم وأخلاقهم 2/2

Written by  الشيخ عاطف عبد المعز الفيومي
Rate this item
(0 votes)


و ها نحن اليوم نرى تلك الهجمة الشرسة الجديدة من أعداءِ الله و رسوله - صلى الله عليه و سلم - من الشيوعية المادية المُلحِدة، و الصهيونِيَّة العالمية الماكرة، و الصليبية الجديدة الخادعة، و غيرهم من العُملاء و الأذناب.

 

 

و كما قال صاحبُ كتاب "حتى يعلمَ الشباب": "إنَّ المخططات التي تُتَّخذ في أوكار الصهيونية، و الماسونية، و الصليبية، و الشيوعية... كلُّها تستهدف إفسادَ المجتمعات الإسلامية عن طريق الخمر، و الجنس، و إطلاق العنان للغرائز و الشَّهوات، و الجري وراء المظاهر، و التقليد الأعمى...

 

 

و المرأة عند هؤلاء هي أول الأهداف في هذه الدعوة الإباحية، و الميدان الماكر، فهي العُنصر الضعيف العاطفي، الذي ينساق وراء الدعاية و الفتنة بلا رَوِيَّة و لا تفكير، و هي ذات الفعالية الكبيرة، و التأثير المباشر في إفساد الأخلاق".

 

 

يقول كبير من كبراء الماسونية الفجرة: "يَجب علينا أن نكسب المرأة، فأي يوم مدت إلينا أيدِيَها، فُزْنَا بالحرام، و تبَدَّد جيشُ المنتصرين للدين".

 

 

و يقول أحدُ أقطاب المستعمرين: "كأس و غانية تفعلان في تحطيم الأمة المحمدية أكثر مما يفعله ألف مدفع، فأغرقوها في حبِّ المادة و الشهوات".

 

 

و جاء في "بروتوكولات حكماء صهيون" ما يلي: "يَجب أن نعملَ؛ لتنهارَ الأخلاق في كل مكان، فتسهل سيطرتنا، إنَّ "فرويد" منا، و سيظلُّ يعرض العلاقات الجنسية في ضوء الشمس؛ لكي لا يبقى في نظر الشباب شيءٌ مقدس، و يصبح هَمُّه الأكبر هو إرواء غرائزه الجنسية، و عندئذ تنهار أخلاقه...".

 

 

و من وراء هذه القوى المعادية و التخطيط المدمر - اليهود؛ فهم الذين آلَوْا على أنفُسِهم أنْ يتبنوا كلَّ باطل من الآراء الفكرية في مَجال ما وراء الطبيعة، و في مَجال الأخلاق، و في مجال تحطيم القيم الدينية غير اليهودية؛ ليُفسدوا العالم في عقيدته و فكره و أخلاقه.

 

 

و ليتمكنوا من وراء ذلك من قيادته، و استعباده، و السيطرة عليه، و لقد أعلن اليهودُ في بروتوكولاتهم أنَّهم يعملون جاهدين لإفساد الضَّمائر البشرية عن طريق التشكيك في الأخلاق و العقائد، و يعملون جاهدين لإفساد العقول عن طريق تزييف الحق، و ترويج الباطل، و يتبنون شخصيات إبليسِيَّة ماكرة خبيثة تدعو إلى هدم العقيدة الدينية تارة، و هدم الأخلاق تارة أخرى.

 

 

بل قد وصل الأمر باليهود أنْ رَسَموا لإفساد الإنسانية مَنهجًا، أخذوا في تنفيذه عن طريق وسائل الإعلام، و دور النشر، و عن طريق المسرح و السينما، و البرامج الإذاعِيَّة و التلفزيونية، و عن طريق كل عميل خائن، و كاتب مأجور؛ لتتِمَّ لهم القيادة الفكرية، و النفسية، و الفلسفية في العالم كله، فعلينا أنْ نعلمَ أن التخنُّث في شبابنا، و الفجور في نسائِنا، و انتشار الخمر، و العهر، و القمار، و الميوعة في بلادنا - هو من مخططات اليهود.[7]

 

 

و بهذا - أيها الشباب - نُدرك خطر مكر أعداء الأمة الإسلامية، و خطر ما يسوقون العالم إليه، و قد قال القائل:

 

مُؤَامَرَةٌ تَدُورُ عَلَى الشَّبَابِ

لِيُعْرِضَ عَنْ مُعَانَقَةِ الْحِرَابِ

مُؤَامَرَةٌ تَقُولُ لَهُمْ تَعَالَوْا

إِلَى الشَّهَوَاتِ فِي ظِلِّ الشَّرَابِ

مُؤَامَرَةٌ مَرَامِيهَا عِظَامٌ

تُدَبِّرُهَا شَيَاطِينُ الْخَرَابِ

 

 

و نحن - أيُّها الشباب - في حاجة إلى منهجٍ تربوي صحيح، و في حاجةٍ إلى مَنهج الإسلام الهادي، و شبابنا اليوم في حاجة إلى مَنهج القرآن والسنة؛ للخروج من هذه الفتن الحالكة المحيطة بهم، و الأهواء و الأفكار الباطلة من حولهم، و المغريات و المستغربات، من الشهوات و الشبهات الباطلة، و ذلك لعدة أسباب منها:

 

3- و نحن في حاجةٍ ماسَّة أيضًا إلى منهجِ الإسلام التربوي؛ بسببِ اضطراب مَناهج التربية نفسها، فالمناهجُ التربويةاليوم متَخَبِّطة كثيرًا، و متأثِّرة بالغرب، و الولع بتقليده، في كل ما يأتي به، حقًّا كان أم باطلاً، صوابًا كان أم خطأً.

 

 

4- و نحن في حاجةٍ ماسَّة لمنهج الإسلام؛ لأَنَّه هو المنهج التربوي الشامل، الكامل، و المحفوظ من كل تغيير، أو تحريف، أو تبديل، أو نقص، أو خلل، و لأنَّه المنهج المنزل من عند الله - تعالى - الذي يعلم النفسَ البشرية، و يعلم ما يهذبُها و يصلحها، و يعلم ما ينفعها و يضرها، و يعلم ما يهديها و يقومها، و ما يغويها و يشقيها، و لأنَّه ليس من عند أفكار أو تصورات قاصرة، و ليس من عند مناهج بشرية تُغلِّب النفسَ و شهواتِها على مرضاة ربها و موجدها، أو تُغلِّب العقلَ على الوجدان، أو الوجدان على العقل، أو على العاطفة و هكذا، لكنَّه منهجُ الله وحْدَه، الذي أقام به و فيه كل مقومات البناء العقدي، و الأخلاقي، و التعبُّدي، و الحياتي، كلها على أحسن و أكمل وجوهِها، بل كان ذلك واقعًا مرئيًّا و بشريًّا، أقامه الله و جعله حقًّا في حياةِ النبي - صلى الله عليه و سلم - و أصحابه - رضوان الله عليهم - فحملوا هداياته و إشراقاتِه، و علومه و أخلاقه، و تشريعاته الكاملة الشاملة، ففتحوا به الدنيا، و نالوا به حسن الثواب في الآخرة، فما أجله و أكرمه من منهج رَبَّاني محفوظ؛ ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾ [الحجر: 9].

 

 

5- و كذلك جهل كثير من المسلمين بمحاسن الشَّريعة الإسلامية، و بما جاءت به، من الحثِّ على مكارم الأخلاق، و الإعلاء من شأن أصحابِ الأخلاق الحسنة عند الله - تعالى - في الدنيا و الآخرة.

 

 

6- و كذلك حب الدنيا، و الانغماس في طلبها، و اللهث الدَّائم خلفها؛ بُغية الطمع فيما لا يدوم و لا يبقى، و لكنه الشيطان و شهوات النفوس الزائغة عن الرضا بما قسم الله - تعالى - من أجل ذلك يبيع كثيرٌ من الناس أخلاقَهم و مبادئَهم بالسبِّ و الشتم و اللعن و الكذب و الغش و الظُّلم؛ بُغيةَ جَمع شيء من حطام الدُّنيا الفانية.

 

 

لكل هذه الأسباب و غيرها نَحن في حاجة إلى منهج تربوي عاصم، منهجٍ فيه الجمع بين خيري الدُّنيا و الآخرة، و فيها لمفاهيم العقدية الصحيحة عن الكون و الإنسان و الحياة، و فيه الوقاية من الانحراف و الفساد الأخلاقي، مع تَهذيب النفس، و الارتقاء بها إلى حيث مكانة الإنسان السامية.

 

 

و كل ذلك جاء به القرآن المنزل على قلب النبي - صلى الله عليه و سلم - جاء بمنهاجه القويم، الذي أخرج به الناس من الظُّلمات إلى النور، و هداهم إلى مَعرفة خالقهم و عبادته وحْدَه لا شريك له، و فتح لهم به الدُّنيا و خيراتها و كنوزها، تحت سيف الجهاد في سبيل الله وحْدَه، و ليس في سبيل الدُّنيا القليلة الفانية، و جاء بالعلم، و كشف مغاليق الكون و الحياة، و الكثير مما لميكن يعلمه الإنسان، لولا هداية الله - تعالى - وحْدَه، فحكموا الدنيا، و صاروا أسيادَها و قادتها، فهل لنا إليهم من سبيل؟

 

 

و صدق الله - تعالى - إذ يقول في كتابه العزيز: ﴿ إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَ يُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا ﴾ [الإسراء: 9].

 


http://www.alukah.net/social/0/82342/

Read 1609 times Last modified on Thursday, 09 July 2015 15:42