(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
طباعة
السبت, 01 آذار/مارس 2014 19:11

أدركني يا أبي أرجوك .. !

كتبه  الأستاذة نسيبة مطوع
قيم الموضوع
(0 أصوات)

أرجوك أسرع قبل فوات الأوان .. 
إن كنت نائما فاستي ، و إن كنت في عملك فدعه وتعال ، و إن كنت تسمر مع أصحابك ففارقهم و أدركني دون توان .. 
يا أبتي هناك من أصابني بسهامه .. هناك من يلعب بعواطفي و يدغدغ مشاعري بكلام لم أسمعه أبدا .. !هناك من أوجد لي ما كنت أرجوه و أطلبه منك و من أمي و إخوتي منذ زمن ..
 
نعم يا أبي هناك من أمسكني من اليد التي تؤلمني .. ! 
لا أعلم كيف انسقت إليه .. ؟ أسرتني كلماته التي أحس أنها كالحبل المحيط بعنقي ، و التي أشعر أنها تقودني إلى ما كنت أخشاه و تخشاه أنت من قبلي .. صدقني لا أعلم يا أبي كيف حدث هذا .. ؟ 
في لحظة فراغ و عبث وبحث طائش عن تغذية عاجلة أروي بها ظمأي و عاطفتي ؛ وقعت من حيث لا أشعر بشاب تقول كلماته أنا من سيروي لك هذا الضمأ .. 
أنا من سيوفر لك الحنان و السعادة اللتين ضاق بهما منزلك ، تقول كلماته أنا من سيحترمك و يقدرك و يناديك بأحب الأسماء و الألقاب إليك ، تقول كلماته يا أبتي أشياء كثيرة لم أظن في يوم من الأيام أنني سأسمعها 
كانت كلماته يا أبي تحيط بعنقي وتجذبني إليه دون أي مقاومة أو عناء مني .. ! بل لا أكذب إن قلت لك أنني لم أشعر إلا و أنا أجري خلفها بلهف .. ! 
نعم يا أبي كنت أجري خلفه و أنا على يقين تام بأن هذه الكلمات و إن برقت لي إلا أنها ستقودني إلى ضياع الشرف و العفة و الطهر و كل معان النزاهة التي تنتظرها مني .. ! 
كنت أعلم ذلك .. لكن نفسي الفقيرة و وجداني الخاوي من عطفك و برد حنانك ؛ هما الذان دفعاني و حثاني على اسراع الخطى خلف ذلك الشاب ( الماكر ) الذي استطاع بذكائه
 
أن يفعل معي ما لم تفعله أنت و أمي و إخوتي جميعا .. ! 
بل لا أبالغ إن قلت لك بأنه أشعرني بأنني انسانة من الممكن أن يكون لها احترامها و توقيرها بعد أن كانت قناعتي في ذلك أن البنت مثلي ليس لها كرامة و لا وزن ، و إنما حقها أن تُنهر و تلام و تضطهد تحت وطأت التسلط و السيادة .. ! 
كنت و أنا أسمع كلمات هذا الشاب - الذي لا أعلم كيف لقيت - استرجع بذاكرتي ما كنت تعاملني به من قسوة مقذعة ليس لها مبرر .. !
 
كنت أسترجع تحطيمك المتواصل لي بين اخوتي و أخواتي .. ! كنت استرجع ضربك الذي يكون على أتفه الأمور .. !
 
كنت أسترجع بذاكرتي الأليمة بعدك عني رغم وجودي معك في سكن واحد و تحت سقف واحد .. ! 
كنت أتذكر و أنا أتذوق كلمات هذا الشاب ما كانت تفعله أمي بي بين زميلاتها و قريباتها ..! من طردي من المكان الذي هم فيه عند وقوعي في أي خطأ أو تأخير في تلبية طلب لها .. !
 
إي و الله يا أبي كانت كلمات هذا الشاب تنبش جراحي و توهمني بلملمتها من حيث لا أشعر .. !
 
كل هذا يا أبي أذكره بألم تقرعه كلمات هذا الشاب الذي لا زلت أصر على أنه ماكر يصطاد في الماء العكر .. 
حتى أصبحت في صراع معه و مع نفسي و ذاكرتي الحزينة التي تتربع أنت على أكبر سهم فيها .. ! 
أسرع يا أبتي العزيز و أدركني قبل أن أغرق في مستنقع الرذيلة و أكون بعد ذلك قصة تلاك و تعجن في كل مكان .. ! 
أشعرني بكياني أرجوك و بوجودي كإنسانة لها عزة و كرامة .. لا إنسانة تشعر بأنها ضيف ثقيل تنتظرون فراقه في أي لحظة يطرق الباب فيه خاطب .. ! 
أسرع يا أبتي و عوضني ذلك النقص الذي يساومني عليه هذا الشاب و يساوم أسرتي معه .. صدقني لا أريد المستحيل و لا أطلب المطالب الصعبة أبدا .. 
كل الذي أريده أن تعاملني كما تحب أن يعاملك الناس .. 
عاملني برفق و لين بدلا من العنف و القسوة الذين تلبسهما أمامي و تخلعهما أمام الناس .. ! عوضني هذا النقص الذي أبحث عنه ، و الذي يريد هذا الشاب أن يصطادني من خلاله ..
 
أروي عاطفتي من أجل أن تقطع الطريق على كل من يريد الظفر بي و إسقاطي .. نعم يا أبي أريد منك ( الدلال ) .. الذي فقدته من سن السابعة أو العاشرة ..
 
أريد ذلك الدلال الذي يربطني بك و بأسرتي و يغنيني عن كل عابث .. تنازل يا أبي عن جبروتك و عزتك و أنفتك و رفع صوتك .. و انزل إلى مستوى ابنتك التي توشك أن تفلت بسببك .. ! 
انزل إلى مستوى ابنتك التي يكفيها منك أحيانا الابتسامة أو الثناء البسيط على أي عمل تقوم به .. ! 
صدقني لست مغفلة يا أبي .. و ارجو ألا تظن ذلك يوم أن علمتَ أنني انسقتُ خلف هذا الشاب .. بل و الله انني لست ساقطة يوم أن كلمته أو هاتفته على غفلة منك و من أمي .. 
كل مافي الأمر أنني أعيش بلا حنان .. أعيش فراغا عاطفيا أوهمني هذا الشاب بأنه من سيعوضه و يحققه لي بأسرع وقت .. 
هذا الفراغ يا أبي إن لم تملأه أنت ببرد أبوتك و عطفك فقد يملأه عبث العابثين من المتخصصين في سرقة الطهر و العفاف .. ! 
أرجو ألا تفهمني خطأ يا أبي .. فأنا لا أبرر لنفسي و لا لأي فتاة أن تقع في الخطاء مقابل إساءة معاملتها .. بل الفتاة مطالبة بأن تعف نفسها بنفسها و أن تكون حذرة فطنة من الذئاب من حولها حتى 
و إن كانت في بيت عقيم من الحنان .. لأن شرف الفتاة و سمعتها كالزجاجة إذا انكسرت صعب جبرها .. فليس لأي فتاة عذر في أن تضيع هذا الشرف بحجة البحث عن عاطفة .. 
و ليس لها الحق في أن تعالج الخطأ بخطأ أسوء ..

فقط كل الذي أردت إيصاله يا ابي .. هو أن تعلم بأن القسوة و الجفاء خشبتان من الممكن أن تُعلق بهما عفة الفتاة و ينحر بعد ذلك تحتهما شرفها و لات حين مناص .. !! 
لا أعلم حقيقة يا أبي هل ستهزك كلماتي هذه و تحثك على إسراع الخطى من أجل إنقاذي و انتشالي من هذا الخطر المحيط .. ؟
 
هل ستدفعك إلى التغيير تجاهي ؟ أم ستقرأها على أنها من فتاة مبالغة ليس لها خبرة في الحياة .. فتاة طائشة تتحدث بكلام لا تعيه .. ! 
باختصار شديد يا أبي أنا أشكو لك من جرح عميق أنت طبيبه و إن وصل إليه غيرك أفسده و أعطبه .. ! فماذا أنت فاعل .. ؟
ابنتك من على حافة الهاوي .. ! 
----------- ----------- 
نعم هذه هي الحقيقة التي يجب الا يغفل عنها كل أب و كل أم .. يجب أن يعلم الآباء و الأمهات و كل معني بالتربية أن السنارة التي يرميها هذا الشاب و أمثاله على أمثال تلك الفتاة البائسة .. 
لم تكن لتُصب لو كانت هناك معاملة حسنة .. هذه السنارة ستقع بعيدا كل البعد عن كل فتاة تعيش في ظل حنان الأبوة و الأمومة .. 
هذه السنارة ستنكسر بيد الفتاة نفسها إن هي أشبعت و غذيت بتغذية أسرية نافعة .

المصدر: http://www.rouyah.com

قراءة 1865 مرات آخر تعديل على الإثنين, 06 تموز/يوليو 2015 15:39