قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

Thursday, 22 May 2014 09:13

ليس صهيونيا

Written by  الأستاذة رقية القضاة من الأردن الشقيق
Rate this item
(0 votes)

{ألبرت آينشتاين}، اسم علمي عالي التردد، بعيد التأثير، عميق الأثر، واسع المد، متبحر في الفيزياء، بارع في العلوم، سيد النسبية، درسناه منذ نعومة أظفارنا، و فهّمناه لأولادنا، و بالتأكيد ستتلمذ على مناقبه العلمية و الاجتهادية أحفادنا، فالرجل عالم كبير ضليع في مجاله، و علمه أجلّ و أرفع من أن تتجاهله أمة من الأمم، فما بالك بنا و نحن أمة الحكمة انّى وجدناها التقطناها، و انّى لنا الاستغناء عن اينشتاين و أقرانه من العلماء الذين أفنوا حياتهم من أجل أن يوقدوها شموعا لطلاب البحث و التنقيب و الإبداع.

 

كل هذا حسن رائع، و لكن الرجل الطيب الذي أمضى حياته في صومعة العلم و ساحة الاستنباط، و هاجر من بلد إلى آخر، و ضيق عليه حتى في أوروبا، إلى أن وسعه حلم أمريكا، و عمّه فضلها، و حنى عليه حضنها الدافئ الحنون، و منحته و هي خجلة لسمو مقامه جنسيتها الكريمة، و فتحت له باب البحث و التجريب و الاختبار على مصراعيه، فأبدع و أجاد و أفاد، هذا الرجل {لم يكن صهيونيا}!!! و إن كان أبويه يهوديان، و لم يكن صهيونيا، رغم تصريحه بأن قيمة الصهيونية لديه تكمن في {التأثير التعليمي و التوحيدي للصهيونية على اليهود في مختلف أنحاء العالم}.

و هو كذلك ليس صهيونيا، رغم قوله {إنني أتحدث باسم المبادئ التي هي أهم إسهام قدمه الشعب اليهودي إلى البشرية!!!}، و هو براء كذلك من الصهيونية و سياساتها، رغم أن فكرة الدولة المشتركة، هي رؤية خالصة له و أنه يعتنق مبدأ حق الشعب اليهودي في إقامة دولة على أرضه التي {منحها} له الرب، و لكنه يرى كذلك ان هذا الرب {أسكن} الفلسطينيين فيها و لان كل فريق يرى أن الله معه، فإنه يقترح إبقاء الله خارج الصراع، لأن الدين عنده أصلا {تخاريف صبيانية}.

و هو كذلك ليس صهيونيا، و هو يتابع أحداث قيام دولة إسرائيل لحظة بلحظة، {فيلقي باللائمة على القوميين العرب و المتطرفين الإسلاميين} سواء بسواء مع قومه المعتدين الذين لم يعترف مرة واحدة بانهم معتدون، بل هم أصحاب حق مضطهدون، ينبغي على العرب التعايش معهم بصفتهم أقرب الشعوب إلى اليهود!! و يمكنهم التكامل معا اقتصاديا و ثقافيا!! بل و يسمي الشيخ أمين الحسيني بالاسم معتبرا إياه سبب المشكلة؟! و عندما وجه تنبيها إلى قادة اليهود ليتعلموا درس الألفي سنة الماضية، طالبا منهم إيجاد طريقة للتفاهم و التعايش مع العرب، حمل الانكليز مسؤولية ما يحدث بين الشعبين، و قد نسي تماما نسبيته و نظرياته العلمية و ادعاءه بأنه ليس رجل سياسة، و ذلك حين خوطب ليكون رئيسا لدولة إسرائيل فأجاب أنا رجل علم و لست رجل سياسة} و لعل هذه الجزئية في شخصية اينشتاين هي أكثر ما يستحق الاحترام، فالرجل لم ير في الكرسي فقط وسيلة لخدمة أمته و قوميته التي يقول هو عنها، {القومية بيولوجية تورث و لا تكتسب} فاليهودي يظل يهوديا حتى و لو تخلى عن ديانته} و لذا رفض الرجل كرسي الرئاسة، لعلمه أنه سيحول بينه و بين ما يريد من الناس ان تراه عليه، و هو رداء العالم البعيد عن السياسة، الرافض للانضواء تحت لواء أية أيديولوجيا، لأنه أكبر من فكرة واحدة يحصر في مجالها. و اكتفى بأن يزور وطنه القومي و ينال شهادة الدكتوراه الفخرية من الجامعة العبرية و ذلك بعد أقل من عام واحد على قيام ما يسمى بإسرائيل.

و هو إنساني النزعة و القصد، حين يوصي بإخراج اليهود من ألمانيا إلى الشرق حيث بلاد الأمان و وطن السعادة، و لا يحبذ لقومه الاعتماد على الإنجليز، بل تفضل مشكورا بمطالبتهم و توجيههم إلى التفاهم مع العرب مباشرة، دون وساطة من الانجليز لان قيام دولة إسرائيل جاء لتحرير اليهود لا لقهر العرب حسب قوله؟!.

و لست أدري كيف تداعت إلى ذهني هذه التصورات عن أينشتاين، و أنا أتصفح تلك الرسالة التي كشف عنها قبل أيام، و بيعت لشار مجهول؟ بمئات الآلاف من الدولارات الأمريكية، و وجدتني أكتب عنه، على أمل ان تكون هذه الكلمات و ما سبقني إليها غيري من أساتذتنا كتاب الأمة الإسلامية، كلمات توعية، حين نقدم لأبنائنا علماء الغرب و الشرق، أن نذكر ما لهم و ما عليهم، و أن لا نستخف بأفكارهم الهدامة و أثرها على أجيالنا، و علينا كذلك أن نفصل بين علومهم البحتة، و سمومهم الفكرية، فلا يمنعنا شنآنهم من أن ننزلهم مكانهم الطبيعي العادل، في سلم العلوم.

و على الرغم من أن أينشتاين، قد أوصى بأن تحفظ مسوداته و مراسلاته في الجامعة العبرية في القدس {تحديدا}، و أن تنقل حقوق استخدام اسمه الكريم، و صورته البهية، إلى هذه الجامعة، على الرغم من كل هذه الحقائق ربما ما يزال منا أناس، يعتبرون أينشتاين {ليس صهيونيا}، و ربما اعتبره البعض بريئا من حمل القومية الصهيونية، أو لم يقل هو بلسانه {إن القومية مرض طفولي} فربما شفي منه و لكنه و بكل تأكيد لم يشف من صهيونيته الموروثة.

فلنكن أكثر حذرا و دقة، حين ندرس لأجيالنا مآثر علماء انحازوا إلى أكثر الأمم حقدا، و أشد الثقافات عنصرية، و نحن نصورهم شهداء علم، و صناع مآثر، بينما تختفي سير علماءنا و عظماءنا و خلفاءنا و قادتنا و مكتشفينا و أطباءنا و عباقرتنا، تحت ركام الإهمال، و صور الدسائس و الإساءة المقصودة، إلى تاريخهم و نصاعته و نزاهته، و جهده و نقاءه و إبداعه و لنذكر أن أبناءنا امتداد لتلك الكوكبة الرائعة من بناة الحضارة الإسلامية و حماتها و رواد نهضة الإنسانية بكل المعايير و القيم الإنسانية.

 الرابط:

http://www.arabrenewal.info/2010-06-11-14-22-29/33098-%D9%84%D9%8A%D8%B3-%D8%B5%D9%87%D9%8A%D9%88%D9%86%D9%8A%D8%A7.html

 

Read 1484 times Last modified on Saturday, 08 August 2015 15:56

Add comment


Security code
Refresh

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab