من أهم المشكلات التي تحدث داخل الأسر، كيفية التعامل مع الفتيات و الفتيان الذين دخلوا سن المراهقة أو بدؤوا يعيشون هذه المرحلة العمرية الحساسة، لأن هذا العمر، محمل بالحماس و الاندفاع،
و في نفس اللحظة فيه قلة الخبرة و تواضع القدرة على الحكم على مختلف جوانب الأمور، لكن المراهق في العادة لا يصغي و لا يسمع التوجيه، و يظهر و كأنه متمرد على كل شيء في المجتمع، و يتجاوز المؤسسات القائمة التي تنظم الحياة الاجتماعية.
نلاحظ من بعض المراهقين تمرداً على سلطة الأبوين، و تنكراً لمعاني القربى و صلة الرحم، و أيضاً ممارسات لا تنم أو تدل على الاحترام لمن هم أكبر سناً، فضلاً عن هذا الاصطدام بمؤسسات أخرى مثل المدرسة، و محاولة الخروج عن نسقها و طبيعة الحياة التعليمية التي تعتمد على المثابرة و الاجتهاد و الاستذكار و الانضباط و عدم الغياب.
في هذه المرحلة كثير من المدارس التربوية تحث على اللين و مقابلة هذا الاندفاع بالروية و سعة البال، و خير وسيلة لمعالجة الأخطاء هي الحوار مع المراهق، و ضرب الأمثلة له، و إعطاؤه دلالات على سلوكه أو خطأ منهجه و طريقة تفكيره من الواقع، فعند الحوار معه أنت تغذي في نفسه الشعور بأنه كبير و بأنه يملك عقلاً مميزاً، و هذا يمنحه الاحترام الذي يعتبر عند البعض من المراهقين مهم جداً، أيضاً تعويده و إشراكه في المهام و الواجبات الاجتماعية، بمعنى إعطاؤه صلاحيات تشعره بأنه مسؤول و يمكن الاعتماد عليه، و هو سيلتقط هذه الثقة و يوظفها مباشرة لإشباع حاجته النفسية بأنه قد وصل فعلاً لسن الرجولة و المعرفة.
ما يحدث مع الأسف هو مواجهة المراهق و القسوة عليه، بل و في أحيان يصل الأمر للعقاب البدني، و هذا يدمره تماماً، و هو ما يسبب في نهاية المطاف للمزيد من التمرد و الهروب و مغادرة المنزل، و هي أخطار حقيقية قد تؤدي لانحرافه النهائي.