أصبحت على مكالمة من جماعة مصرية تتساءل عن مناقشات حامية يثيرها البعض باسم أنه لا يجوز للمشايخ و الدعاة أن يكونوا أتباعا للغوغاء و يتظاهرون معهم و يؤلبون على الحكم؟
صدمني الموقف لأنه أثناء الحديث تبين أن هناك من يستعمل الدين في تخذيل الأمة عن المضي في ثورة تحريرها ممن استعبدها و نهبها و أذلها و أخرجها من التاريخ العظيم لمصر و دفاعها عن الأمة، و جعل بلدا كمصر مجرد مكتب للدعاية للسياسة الصهيونية و الاحتلال الأمريكي.
أي شيخ يخذل الأمة و يتولى يوم الزحف و يغدر بأمته في معركتها، و يأمر بإسلام الأمة رقابها و مصيرها لمن عرفوا سوء حاله في كل شيء. باسم الإسلام يهدمونه و يذلون شعبه، هذا هو الفهم الذي يجعل الدين أفيونا للشعوب.
الشارع العربي الإسلامي جدد الدين و الكرامة و يطارد المنافقين و المجرمين. ليس لنا أن نزايد على جهد و عمل المصريين الرائع و ثورتهم المباركة، بل واجب كل حر تأييدها، و التشهير بالذين يحاولون سرقتها، لصالح من يعملون لتغيير الوجوه و إبقاء السياسات، إنها معركة مصر مع التبعية، و مع الهوان و مع الخذلان، إنها معركة أمة تريد الحياة و يريدون لها الموت.
ثورة مصر هذه مثال عظيم لإتباع سنة حسنة قام بها أبطال تونس الذين خلعوا من رقابهم عار الاستبداد و الديكتاتورية، إنه مجد لكل عربي و مسلم عاش عصر الاستقلال من العملاء و السجانين، أعداء الأمة خدم أعدائها. و لا نامت أعين الجبناء. مجد عظيم تحقق بثمن مهما غلا فهو قليل مقابل تحرير أمة. ألم تروا الأمة في تونس تزف حريتها لشعبها و للعالم العربي و لكل مضطهدي العالم؟
يا له من نصر تخطو مصر على خطاه، و يوم تتحرر مصر، فعسى أن يتحرر العالم العربي كله، و يوم تغوى و تخان و تدمر، فإنه الخطر الكبير، لم تنم أعين الصهاينة على خطوات مصر نحو الحرية، لم ينم ساسة أمريكا خوفا من انفلات مستعمرة من أيديهم و أن يحكم الشعب نفسه بنفسه، تابعت قنوات أخرى تعجبت من هبة المستعمرين، محاولين استعادة استعباد مصر و المصريين، إنها حركة موت أو حياة للأمة.
يرسلون رئيس السي آي آيه إلى المنطقة لعقد صفقة نهب و استعادة استعباد مصر، و يحاولون إغواء الناس بمعونات و رشاوى و سيفعلون بإعلان عن إعانات، و دعاية لزعامات تابعة، و ضغوط مدمرة لإبقاء مصر مستعمرة تحت حاكم عسكري، إنهم يحاربون الديمقراطية و الحرية في بلادنا لتنعم بها بلادهم، يحاربون استقلالنا ليستمر حكمهم لنا و امتصاصهم لخيراتنا.
أليس لنا حق أن نعيش مثلهم بشر أسوياء، لا يتولى إدارة حياتنا من ينهبنا و يذلنا لهم؟ ألم يروا أن تأييد الحكام المستبدين و مرهبي الشعوب نفاقا لهم هم صناع الإرهاب و السبب في قتل الأمريكان في كل أرض، أليس أولى بأمريكا إنهاء استعبادها لشعوبنا عبر خدمها، أليست السياسات الإرهابية لوكلائها من أسباب هزائمها العظمى و تراجع ثروتها و قوتها و انتشار كراهيتها في العالم الإسلامي، أليس آل مبارك و آل بن علي و أمثالهم سبب أساسي للإرهاب.
إن سياسة عبيدهم هي التي أنتجت من يقاتلون أمريكا في كل أرض، أليس من حقنا أن يختفي الحكام الإرهابيون العرب من أرضنا، و أن ينتهي استعباد الشعوب إننا نأمل في علاقة إنسانية مع الغرب لا استعبادنا عبر إرهابيين عملاء لهم. لقد وصلت الرسالة و لكنهم لا يكفون للأسف.
نحن بحاجة أكثر من أي وقت مضى أن نؤيد رواد الخير و السابقين للتضحية و ليس الصمت و التشكيك، بل تأكيد التعريف بخيانة من خان غزة و نهب مصر و استتبع الأمة و هرب أولاده بثروة مصر و أبقى لها الديون و التبعية. نحتاج إلى التعريف بأن من يؤيد الشر و اللصوصية فهو شريك فيها، و من يقيم الدعاية للفساد و يسهم في سرقة الثورة فهو خائن للأمة.
بارك الله هذه الحيوية و الشباب و المستقبل العظيم لأمة لتزيل أغطية العمالة و المذلة من طريقها.
المصدر: