(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
Print this page
Tuesday, 28 November 2023 11:47

بين آسيا و رؤية الوجود بلا مبالغة في الطموح

Written by  عفاف عنيبة

عشت عامي الأول في باكستان 

عشت 3 سنوات في أندونيسيا

أي قضيت أربعة سنوات من طفولتي و بدايات المراهقة بين دولتين ذات كثافة سكانية عالية و حيث كان الفقر واقع ظاهر للعيان لكن في نفس الوقت لمست علي صغر سني تفرد شعبي باكستان و خاصة أندونيسيا بروح أفتقدها هنا في الجزائر و العالم العربي ككل.

هذه الروح التي عاش و يعيش بها المسلمين في آسيا،  تضفي علي صاحبها رجل أو إمرأة شكل من أشكال اليقين الممزوج بوعي يجتهد بكل ما أوتي من ذكاء و قوة و صبر دون رسم أهداف مبالغ فيها.

في آسيا تعلمت العيش مع الطبيعة و التدبر فيها مليا كي تسكب في ذلك الشعور الواعي تماما بعظمة الله عز و جل و كيف يجسد لنا آياته في كائناته الحيوانية و النباتية، فلم تغريني قط مباهج الحياة و متاعها الفاني.

عشت هناك بإحساس عميق بالعرفان لخالق العباد ولازلت، فقد حباني بنعم كثيرة و ذكرني في كل مرة بإعجازه العظيم الذي لا مثيل له في بسطه معالم راحة البال مع حياة بسيطة لا فخامة فيها و لا كماليات بل إبتسامة طفل أندونيسي و هو ذاهب إلي مدرسته تعادل كل ثراء العالم الزائف.

فما أعطتني إياه آسيا غير قابل للوصف أو التدوين. و الحمد لله لازلت امتلك في حنايا ذاتي الكثير من حكمة أهل آسيا و حكمتهم في العيش دون المبالغة في الطموحات، فهناك صنف من الطموح الذي ينسي العبد ربه ليتحول إلي نقمة...

اذكر وجبة السمك المجفف الذي كنت أتناولها مع خادمتنا الأندونيسية و كيف كانت تدعوني ببساطة إلي مقاسمتها غداءها المتواضع و كنت استجيب لدعوتها مخافة إغضابها...ففي جزر جاوة دعوة الإنسان البسيط لأخاه لا ترد...

إلهي كم الحياة جميلة هناك في جزر الجوز الهندي و البساطة و الغيث الموسمي و التحف الخشبية، لك الحمد و الشكر الذي أخذتني إلي هناك، إلي حيث تعلمت التواضع و البساطة و الحمد و الشكر و جعلتني أغرف من بحر الحكمة الآسيوية.

Read 235 times Last modified on Sunday, 24 December 2023 12:38