"لست منهم" هذا ما تبادر إلي ذهني و أنا أستمع إلي بعض التحليلات لبعض من يعتبرون أنفسهم خبراء في العلوم السياسية و أراء البسطاء من المواطنين.

كيف لخبير يدلي بتحليله و هو يتجاهل تماما طبيعة التدافع الشرس القائم حاليا في العالم بعد بدء أفول الريادة الأمريكية و خاصة أن كنه هذا الصراع عقائدي بإمتياز ؟

ثم كيف اهتم برأي الشارع و المواطن لا يقوم بواجبه في الحفاظ علي نظافة المحيط و العمران ؟

فمن لم يعي أبسط أبجدية، النظافة لا نتوقع منه أي شيء إيجابي فما بالك برأيه السياسي.

هناك مجموعة بديهيات تكرس وجود الإنسان حضاريا إن لم تتوفر في مجموعة إنسانية فمعناه واحد الا و هو :

هذه المجموعة لازالت في مقاربتها للواقع بدائية. نري المواطن يحاسب الدولة و الجار و الإداري و كل من يتعامل معهم يوميا و يؤاخذهم علي الكثير من الأمور لكن في المقابل فهو لا يحاسب نفسه، ففي نظره، فهو منزه من العيوب.

إذا لم يصل المواطن العادي إلي مرتبة الوعي النهضوي و لم يبلغ بعد العبادة المتبصرة، فكيف نراهن علي مثل هذا النموذج المتخلف الغير السوي و الغير المستقيم ؟

لازال درب النهضة طويل أمامنا، فنحن نكثر من الحديث، نكثر  من القيل و القال علي الشاشات الفضية متباهين بمعرفة و علم فارغ لم يأخذ بنا إلي مرحلة التمكين الحضاري...لهذا فالتواضع لا بد منه و مراجعة جذرية لمكامن ضعفنا و التخلي عن غرور الجاهل لا بد منه إن كنا نريد التقدم نصف خطوة إلي الأمام.