(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
Print this page
Monday, 01 January 2024 16:14

الحضارة علي درب ورشة

Written by  عفاف عنيبة

 قرأت الكثير عن مسيرة النهضة الأوروبية في مكتبة المركز الثقافي الفرنسي بجاكرطا، خصصوا سلسلة من الكتب لرواية تاريخ تلك النهضة و إجتهدت لقراءة كل ما يتعلق بتلك المسيرة، علي صغر سني فهمت الكثير و أكثر ما أسرني جانب مهم جدا و هو :

ركزت علي فجر النهضة في إيطاليا التي كانت منقسمة لممالك و إمارات و كانت تعرف تجاذب كبير بين فرنسا في الشمال و بين اوروبا الشرقية و الدولة العثمانية جنوبا و شرقا.

فأول ما بدأت النهضة، كانت عبارة علي ورشات صغيرة يصنعون فيها أدوات يحتاجونها في الترويج لتجارتهم داخليا و خارجيا و كانت الحركة التجارية النشطة في البحر المتوسط حافز لأثرياءهم في بيع سلعهم و تمويل تلك الورشات التي عبرت بالأساس عن رغبة أبناء إيطاليا في الإبداع و الإبتكار و ضمان الكفاف لطبقة من الكادحين خاصة من يعملون في تلك الورشات و قد طوروا فنون كثيرة بدء بأدوات صغيرة في ميادين مختلفة من الخياطة إلي الحدادة إلي الرسم. و هكذا علي مستوي مدينة أو دائرة فيرانزا كانت هناك تجمعات لمهن و فنون كان لها مكانة إجتماعية و سياسية كبيرة و إنقسمت إلي مهن رئيسية و إلي مهن ثانوية.

هذه اللمحة المختصرة التي قدمتها في الأعلي أردت من خلالها الذهاب إلي صلب موضوعي :

كيف نصل إلي إرساء فنون و مهن نرسخ فيها إنتاج من صميم إبداعنا ؟ إلي حد الساعة الصناعات اليدوية تلعب دور في الحفاظ علي تراث من الإبداعات الإنسانية لكن ما نحن في أمس الحاجة إليه نهضة صناعية قائمة علي ما يخترعه ذكاءنا و هذا يتطلب نوع من التنظيم الذي لمسته في مطالعاتي عن النهضة في إيطاليا بين القرنين الثاني عشر ميلادي إلي السادس عشر ميلادية و نفتقده في طول و عرض عالمنا الإسلامي.

في جل الإتفاقات التي نعقدها من اجل التعاون الإقتصادي مع بعض الدول المتطورة كثيرا ما نلح علي بند نقل التكنولوجيا إلينا لكن ما أعرفه ان أسرار الإبتكار و الإختراع ليس من المنطقي التعويل علي كشفها لنا. لهذا علينا بالإعتماد علي عقولنا و ذكاءنا لنهج كيفية مغايرة في تلبية إحتياجاتنا وفق خصوصيتنا و خاصة وفق المباديء و القيم التي علمنا إياها الإسلام أي إحترام التوازن الكوني و البيئي و قدسية الحياة لدي البشر و بقية الكائنات، بلا إعتماد هذا النهج، من شبه المستحيل توقع نهضة علمية في عالمنا.

Read 296 times Last modified on Tuesday, 02 January 2024 07:56