(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
Print this page
Thursday, 04 January 2024 18:02

عندما غاب الحس الحضاري...

Written by  عفاف عنيبة

في هذه الأمسية كنت في حوار مع الأستاذة السائحي، تعرضنا لموضوع التعليم و إنتهاء العطلة الشتوية. كم يصعب علي أنا التي درست في ثانوية "بيت الحكمة" الخاصة في تونس و مديرتها إبنة العلامة الفاضل الأستاذ محمد الصالح النيفر السيدة اروي النيفر، تقبل مستوي التعليم في بلادنا.

دوما، شعرت بالفارق الكبير بين زمن دراستي في الثانوية في تونس و الزمن الحالي للدراسة في الجزائر.

توقفت بشكل قصير في نهاية الحوار مع الأستاذة الفاضلة أمال السائحي عند نقطة هامة بإستمرار أستحضرها في بالي و المسها علي المباشر في المعاملات. أكثر ما يؤرقني : غياب عامل العراقة الحضارية في بلدي، لم يعيش الجزائريين وحدة ترابية إلا بعد الإستقلال أي قبل الإحتلال الفرنسي تلك الوحدة كانت غائبة، كانوا قبائل تتآلف أحيانا و تتقاتل أحيانا أخري، و حتي الفتح الإسلامي و تعاقب الإمارات في رقع ترابية متناثرة إمارة في بجاية و اخري في المسيلة، لم ينتج عنه تفاعل حضاري يوحد بين كل مكونات ساكني هذه المساحة الترابية الضخمة. فالمطلع علي تاريخ منطقتنا، سيلاحظ فورا هذا الفراغ، فمن حكموا أجزاء متباعدة من الأرض، لم يمثلوا أبدا وحدة ترابية تجمع جميع القبائل تحت راية واحدة و لم يؤسسوا ممالك كما التي سادت في تونس و المغرب الأقصي بدليل نجد جامع القيروان في تونس و جامع القرويين في المغرب الأقصي و كانوا منارات للعلم ...

فذلك التماسك الحضاري مغيب لدي الجزائريين و الذي زاد طين بلة الإستدمار الفرنسي و إنعكست هذه العوامل السياسية و الإجتماعية و الجغرافية علي مزاج الجزائري و طبعه و نتلمس ذلك بشكل يومي ساعة بساعة في المعاملات و السلوكات. كلما اقلب النظر في أوضاعنا، أشعر بذلك الفراغ الهائل الذي تعانية الشخصية الجزائرية، وقفت دوما علي أرضية صلبة و ليس هذا حال الجزائري بأي حال من الأحوال. لهذه الأسباب يبدو لي المصير الجماعي هنا في هذه الأرض متوقف علي معطي هام، ما هو ؟

إن لم ندرك ضرورة تحقيق شروط النهضة الحضارية و تجاوز الحدود و التطلع إلي رابط العقيدة الأقوي و إعمال العقل بعيدا عن العصبية المقيتة، عن كل ما من شأنه تعطيل عملية غرس بذور الحضارة، نحن إلي زوال و سيأتي قوم آخرون مؤهلون بشكل افضل منا لحمل مشعل الإنبعاث مكاننا...

Read 259 times Last modified on Friday, 05 January 2024 08:46