في مقالة سابقة تعرضت لإستعجال التغيير الجذري و كيف أنه مطلب ملحاح و لا أحد حاليا بإمكانه أن يحدث المعجزة. الإنتقال من حالة إنحطاط و فساد إلي حالة سوية يستغرق وقت طويل و تطهير ذاتي و عام و إستعداد للبذل من دون حسابات مسبقة.
جرد النقائص و العيوب و إستحضار قصر الوقت و التعالي عن الواقع غير مجدي. فذهنية التواكل و الربح السهل و الإلتواء متجذرة و إجتثاثها يبدأ من البيت و المدرسة و المسجد و في كل مكان و ليس هناك اصعب من تغيير أنماط التفكير. ابسط الأفعال لا نقبل عليها كالثقة في النفس فكيف بإنقلاب الأوضاع هكذا دفعة واحدة من سيء إلي المجهول ؟
من قال أن الوضع الحالي مرضي ؟ نحن ببساطة لا نعيش علي الوهم و نعمل وفق معطيات الواقع و ما تقوله هذه المعطيات يحثنا علي التمهل و فرز الصالح من الطالح و التخمين في مخارج و خطط تأخذ بنا إلي بر الآمان و ليس إلي أبواب مسدودة.
خلاصة القول، هل سنعتبر من الماضي القريب جدا ؟ هذا ما سنعرفه قي السنوات الثلاث المتبقية...