كنت أتأمل تساقط الشهب في ليل دامس، فخطرت لي هذه الفكرة "المرور ليس العبور." نحلم بالإنتقال من مرحلة إلي مرحلة بأسرع وقت ممكن، البعض يفضل أحيانا حرق المحطات. هذا و ليس بوسع الكل تحقيق التدرج، و جيل هذا الزمان متسرع و متهور و التحديات أمامه كبيرة.
هل بإمكاننا نهج الصبر و التأني ؟ يقول لي أحدهم : كيف ذلك و أنا في سباق مع الزمن ؟
فنقول، ليست حل العجلة و العمل المتقن خير تعبير عن قدراتنا، نهيب بالضمائر ألا تتعجل قطف الثمار، أحيانا يريد لنا الله غير ما نرنو إليه و هذا لحكمة تتجاوزنا. كثيرة هي المحطات في حياتي التي وجدت فيها نفسي تعيد و تكرر المحاولات قصد بلوغ المبتغي و كان يبدو الأمر مملا لكن النتيجة كانت مرضية و هذا حقا ما كان يهمني.
مرحلة الصبا ليست مرحلة النضج و لا الكهولة و حماسة الشباب يعوضها التريث و طول النظر، ليس كل معروض مضمون. أخاطب عبر كتاباتي و قصصي و رواياتي فئة الشباب المتلهفة إلي إنجازات، أنجح إنجاز أن ترسم لنفسك هدف و خطة تسير عليها و ستتعلم في أثناء المسير الكثير مما يتاح لك إستيعابه.
فلا نبتئس و لا نتحسر، لم يفتنا الكثير و المتبقي أروع. دائما ما ننظر إلي الأمام بمعنويات عالية، فلا ننكسر عند أول عقبة و لا ننهزم أمام فشل ما و نروض أنفسنا علي ركوب الصعب لنستلذ النجاح، و لنقنع بما في أيدينا فلا نحسد الغير علي ما عندهم. كل أحد له ما كتب الله له ليس أكثر و لا أقل.