كنت في حديث مع قريبتي فإذا بها تفاجأني :
"بت أسرق الوقت من أجل صحتي..."
المرأة المسلمة بشكل عام في عالمنا تأثرت بشكل مباشر بالإنحطاط الحضاري. هي الطرف الأضعف و الأكثر هشاشة، تضحي براحتها و صحتها في سبيل سعادة و نجاح الآخرين، و بما أنها العمود الفقري للأسرة خاصة بعد ما أصبحت معيل رئيسي لها، قلما تولي إهتماما بسعادتها هي.
تتناسي إمرأتنا أن في راحتها سعادة الغير، فتنتابها رغبة شديدة في تجاوز ضعفها و إرهاقها و مرضها لتحقيق أقصي ما تقدر عليه و هنا لا بد لنا من وقفة :
كم من إمرأة راحت ضحية إهمالها و لامبالتها، العدد لا يحصي و عديدة هي المناسبات الذي وقع تذكريهن بلزومية الحفاظ علي صحتهن، إلا أن هموم المرأة كبيرة و إنشغالاتها أكبر و نراها حريصة كل الحرص علي صحة أسرتها و أما ما تكابده من إعياء شديد إلي جنب فقر الدم و هبوط و صعود الضغط و ..و ..فلا تأبه ببساطة...
تربت فتاتنا علي العطاء اللامحدود، هي دائما موضع مطالبة و في المقابل لا يحق لها أن تعتني بنفسها، الرياضة حق من حقوقها مثلها مثل الذكور، لكن تغيب هذا الجانب الهام بسبب أنها في خدمة الجميع إلا نفسها هذا و هي تجهل أنها موكولة إليها مهمة الحفاظ علي جمالها الطبيعي من نعومة البشرة و عذوبة الصوت و نظافة الجسد بعيدا عن مواد التجميل الإصطناعية و التي تستعملها اغلبية نساء هذا الزمان الغافلات التائهات لغواية رجال أجانب عنهن و يهملن تماما التجمل للزوج الشرعي...
وضع المرأة في العالم العربي الإسلامي جزأ من مشكلة كبيرة، نحن لا نحسن بناء و تكوين الفرد، و بالطبع لن نرقي هكذا إلي مصاف الدول المتحضرة، فأن تبقي المرأة حبيسة أنانية المجتمع، كيف لها إذن أن تنهض به ؟
خاصة أن الرجل الجزائري إلا من رحم ربك له قلب قاس لا يتعامل مع زوجته بود و رحمة بل نراه يفارقها بمجرد ما يعلم أنها مصابة بمرض مزمن، زادت مادية و إنحراف الرجل الجزائري في تفاقم الحالة الصحية للمرأة، فهو تربي علي أن المرأة آله صماء تعطي بلا حدود و لا تتوقف و حالما تتعطل هذه الآله عليه أن يستبدلها بأخري، و يعتبر نفسه مسلما بينما الإسلام براء منه فهو لا صله له بدينه لا من ناحية الأخلاق و هذا لغياب معاني الود و التراحم تجاه الزوجة و لا من ناحية السلوك أي حسن المعشر و لا من ناحية قيامه بواجباته كقوام علي أسرته.
إذا ما لم تعي أختنا المرأة المسلمة بخطورة الموقف لا أحد سيأخذ بيدها و هل ينفع الندم عند فوات الآوان ؟
كل واحد منا يولد بأجل محدد، فأن نستثمر طاقتنا و صحتنا في المفيد و نرسي قواعد تعامل صحية مع الغير تحصين لنا و منجاة.