كالعادة نددت جريدة "النهار" بتصريحات للسيدة ماريون ماريشال لوبان حول وجود الكثير من الجزائريين في فرنسا و هم عاطلين عن العمل. عوض التساؤل هل صدقت و كذبنا نحن ؟ سارعت وسيلة الإعلام الجزائرية الخاصة هذه إلي شجب و التشنيع بهذه المعاينة للسيدة ماريون ماريشال.
جل من يهربون إلي فرنسا عبر قوارب الموت لا عمل لهم و عند وصولهم إلي جحيم الغرب يجدون أنفسهم في حالة لاشرعية، لا يملكون أوراق رسمية و يمضون وقت في مراكز الإستقبال الذي يمولها المواطن الفرنسي البسيط من جيبه.
هذا و قد لاحظت من متابعتي لأخبار فرنسا أن بعض جرائم القتل التي أرتكبت هناك قام بها جزائريين عاطلين عن العمل أو من لهم سوابق عدلية. الصورة غير مشرفة علي الإطلاق و من المعيب أن نظل في حالة إنكار مستمرة، موجهين دوما بأصابع الإتهام إلي ما نسميه خطأ اليمين المتطرف.
من يدافع عن دستور بلاده و قوانينه و مواطنيه، هويته و تاريخه لا أعتبره متطرفا، نحن في حاجة إلي تشخيص سليم لعلاقاتنا مع فرنسا، كيف نفسر هذا التحامل من جهتنا ؟ لنبدأ بمحاسبة أنفسنا أولا قبل مطالبة الآخر بذلك. ماذا يفعل عاطل عن العمل في فرنسا ؟ كم من مرة اقرأ مثل هذا الخبر "وجد في الحي الفلاني تحت جسر أو قنطرة للمشاة جزائري بدون مأوي عاطل عن العمل ؟" مرات و مرات و مثل هذا المواطن لا بد من ترحيله فورا إلي أرض الوطن، فبقاءه في فرنسا لا محالة سيشكل خطر علي محيطه المباشر. تصوروا مراهق مسلم أنقذ طفلة فرنسية من إغتصاب و من هو المجرم المغتصب ؟
جزائري بدون مأوي.
ليس بوسعنا تبرير ما لا يقبل تبرير و ليس بإمكاننا في كل مرة الدفاع عن جرائم لمجرد أن الفاعل يحمل الجنسية الجزائرية ...و التغاضي عن ذلك يزيد صورتنا قتامة و ظلام...
فيا تري إلي متي و السياسة الإعلامية المنتهجة تبرأ المدان و تجرم البريء لأن الأمر يتعلق بعلاقتنا مع فرنسا؟