في آخر مرة قابلت فيها تلاميذ البكالوريا رياضيات، إستمعت لهم مليا و كان يتوجب علي إرشادهم لأفضل السبل في المراجعة و الإسترخاء قبل الإختبار النهائي و حسن إختيار التخصصات في الجامعة. السياسة الجديدة المنتهجة حول دعم و تشجيع المؤسسات الناشئة إنطلاقا من الجامعة لازالت في خطواتها الأولي و سيمضي وقت قبل تقييمها.
إلا أنني صارحت التلاميذ بما يلي :
لا تعقدوا علي أنفسكم التحصيل العلمي بإعطاء إمتحان البكالوريا أكثر مما يستحق، تعاملوا مع هذا الإختبار التعامل العادي، إجتهدوا كالعادة، أبذلوا أفضل ما عندكم و تذكروا أن طلب العلم هذا تحفيز لذكاءكم في المقام الأول و الأخير.
ثانيا لا تجهدوا أنفسكم نفسيا، حاولوا المزج بين ساعات الإجتهاد و بين ممارسة أي هواية تحدث شبه قطيعة مع الدراسة، هكذا ترتاحون و تريحوا أعصابكم.
ثالثا من الآن فكروا في الإختيار الحسن للتخصص الجامعي، ضعوا خيارات عدة و قارنوا كل خيار بقدراتكم و إمكاناتكم، أحسبوا حساب للسنوات التي يتطلبها الإختصاص تدريسا و تكوينا.
رابعا لا مجال للخوف، فأي كانت نتائجكم، فخيارات عدة مطروحة أمامكم، الفشل مرة أولي أو ثانية ليس نهاية الطريق بل لنقل بدايته، ليس هناك أفضل حافز من الإخفاق. هذا و نحن نعيش توقيت متاحة لكم أعمال و مهن لم تتوفر للتلميذ الجزائري في الستينات و السبعينات و ضعوا في بالكم أمر غاية في الأهمية : حسن إختياركم للتخصص يوفر لكم الجهد و الوقت و أي كان مستقبلكم المهني، فأنتم ستكونون أعضاء نافعين لأنفسكم إن شاء الله و لمجتمعكم، فخدمة بلدكم الهم الذي يجب أن يسكنكم إلي آخر رمق في حياتكم.