دعوة رئيس وزراء ماليزيا السابق إلي تكتل الدول المسلمة، كانت فرصة تفويتها لم يكن في صالحنا. نحن إن لم نحسن توظيف الفرص سنخسر لا محالة و علي جبهات عدة. المسلمين بإتحادهم قوة و التفاوت الحضاري فيما بينهم ليس عائقا بل بالعكس حافز للتعاون و نقل المعارف و العلوم. نحن في حاجة أكثر من أي وقت مضي إلي توحيد الجهود و السياسات و السعي الجاد إلي التنسيق في المواقف و العمل الحثيث علي فرض مواقفنا دوليا و النزول بثقلنا في ملفات حيوية.
و نداء السيد محمد مهاتير جاء في وقته و فهمه للتحدي الذي نواجهه جميعا و طرحه لبدائل ناجعة كان يغير نظرة المجتمع الدولي لنا.
نحن لازلنا في عرف القوي العظمي مرآة مهشمة، أصواتنا متناثرة متنافرة و هذا يزيد في الضغط علينا، فالكم المهمل لا يعبأ به أحد. في علم اليقين أنه لا مناص لنا من التكتل و الدفاع عن وجودنا من موقع القوة المقتدرة و الناهضة، فأي كانت التحديات و الرهانات، نحن نملك أسباب النهضة و الإنبعاث من رمادنا و إسترجاع دورنا الريادي في فرض البديل الإنساني الرحيم في عالم متدافع.
أن يعمل كل أحد علي حدة، هذا نسميه إنتحار، برص الصفوف و الإبتعاد عن لغة تصفية الحسابات و التطاحن علي متاع الدنيا الزائل، بإمكاننا رفع رؤوسنا و تقديم سهمنا الذي ليس بالهين علي الإطلاق...الإنسانية ككل في أزمة و نحن نملك الحلول. فلنبدأ بانفسنا أولا، عوض تصدير الأزمات و الحروب ألا يجدر بنا العمل لتصفير المشاكل و الإستفادة من بعضنا البعض و إعتماد المعالجة الصحيحة لأوضاعنا بدون مكابرة أو إنكار ؟
في كل الأحوال ليس لدينا خيارات كثيرة و الذكي العاقل من يتخذ القرار الصائب في الوقت المناسب...