أمضيت وقت البارحة في الإستماع لمساعدة وزير الإسكان الأمريكي السابقة، في نهاية حديثها، شعرت بأن الفخ الذي وقعنا فيه لا يزال بإمكاننا الإفلات منه، شرط كما قالت : لا بد من إرادة و عزم و إستعداد كلي للذهاب إلي آخر الحل و لا تراجع عن قرارنا.
عددت الكثير من النقاط التي لفتت إنتباهي، أهمها :
من يملك المال و التكنولوجيا سيد العالم و المواطن الأمريكي آخر من يعتد به و في عرف القلة المتحكمة هم من جنس و بقية الإنسانية من جنس آخر، لهذا يستبيحون كل شيء و لا يبالون بشيء سوي هناءهم و أرباحهم هم و فقط. لا أؤمن بنظرية المؤامرة لكن لدي قناعة تقول : أن من يحتكر بين يديه النفوذ و السلطة و يعتبر نفسه فوق القانون بل يحرر قوانين بحسب مزاجه، هذا بالذات لا يؤتمن جانبه.
لعبت دوما البنوك و أصحابها دور مريب في أزمات العالم و كما شهد بذلك غاستون فيت في كتابه "عظمة الإسلام"عداء الغرب للإسلام مؤداه محاربة ديننا للربا و نهجه نظام إقتصادي عادل لا يبخس أحد حقه. في الأوضاع الحالية، حفنة من كبار الإقتصاديين و الصناعيين حولت مناخ كوكب الأرض إلي جهنم، فهم من أجل الكسب و الكسب الضخم يتجاوزون الخطوط الحمراء و من يدفع الثمن نحن البسطاء...
هذا و فكرة التحكم في مصائر الناس ليست غريبة عن النظام الرأسمالي، فقد رأينا نموذج حي في الحرب الباردة و الحرب علي الإرهاب و وباء كورونا كوفيد-19 و التضخم العالمي و اليوم و غدا نحن اسري الذكاء الإصطناعي ليصبح شغلنا الشاغل كيف نفلت من قبضة الآخر الآلي ...ما ذكرته المسؤولة الأمريكية السابقة لم يفاجأني بل ما يثير الأعصاب سذاجتنا و قلة حيلتنا، فهي ختمت حديثها بنبرة تفاؤل عندما اقرت بأنها إستقالت من منصبها في بنك غولدمان ساش و بإمكان الأمريكيين مقاطعة هذا البنك و بنوك اخري و سحب ثقتهم من مؤسسات وظفت اموالهم و عقولهم لمزيد من السيطرة و الإحتكار...فيا تري هل المواطن العادي الأمريكي قادر علي وضع حد لجبروت الرأسمال و مالكيه ؟
و ما نحن فاعلون هنا ؟
فنحن لا نملك ثقافة الفعل، فماذا عن المقاومة السلمية الذكية ؟