طوال العام و أنا أقرأ عن التعويضات، تعويضات للفلاحين، للصيادين، للمتضررين من الفيضانات، للمتضررين من الحرائق ...
و السؤال : كل هذه التعويضات هل تفي بالغرض و هل ستصب في آوانها و هل ستحي أرواح الضحايا ؟
ما نخسره من سوء تقدير و سوء التحضير و سوء الإدارة غير قابل للتعويض في حقيقة الأمر. هل الجهد الذي راح هباء بإمكاننا بذله من جديد بسرعة قياسية ؟
طبعا لا. هذا و هل تحتمل الخزينة العمومية هذا النزيف السنوي ؟ في كل مرة يهرع المسؤولين إلي العائلات المنكوبة و تسرع البلديات في جرد من يستحقون التعويض و هكذا سلوك و فعل يتكرر كل عام و نحن نعلم اليوم أن التغييرات المناخية و الإحتباس الحراري سيزداد سوء أسبوع بعد أسبوع و لا بد لنا من حلول شافية و ليس إلي ترقيع.
أن يعيش المواطن في حالة رعب مستمرة، لا يعرف ماذا سيحل به بين عشية و ضحاها، هذا وضع لا يطاق. لا يعرف إن كان سيخسر بيته، قوته او حياته من جراء غياب حلول ناجعة تقيه شبح غضب الطبيعة ...خدمة المواطن تبدأ بالحفاظ عليه و علي ممتلكاته و لا ننتظر وقوع الكارثة لنبادر بالتحرك. نريد خطط عمل تنفذ و ليس إلي وعود هلامية. لا يبقي المرء في حالة ترقب و حجة مثل "نحن نبذل قصاري جهدنا" لا تقنع احد. ففي الميدان لم نري شيء ملموس، كل ما نشاهده ركام و رماد و حزن و سخط.
نريد مراجعة جادة لكل المعطيات و العمل علي تصحيح الأخطاء و الذهاب إلي حلول، غير ذلك معناه مزيد من الخسائر و مزيد من إضاعة الوقت و مزيد من التدهور العام و تضاءل الثقة في السلطات و هذا ليس في صالح أحد.