قبل تزويد السيارة بالكهرباء أو الهيدروجين، هل نحن نصنع السيارة من ألف إلي ياء ؟
ثم هل نحن في حاجة إلي سيارة ؟ تتسارع وتيرة إلتهاب الكوكب و منطقتنا معنية بإرتفاع درجات الحرارة، اليس هناك بدائل للنقل و لإستهلاك أقل قدر من الطاقة ؟
في قصتي "في يوما ما كان ملك" عدت بالإنسانية إلي زمن الجياد و محوت كل وسيلة إعلام بصرية و إكتفيت بالمقروء و المسموع. نحن نستورد الحلول كالعادة عوض إعتماد مخارج محلية و هذا واجبنا إن كنا نعمل للإلتحاق بالركب الحضاري.
من صنع الكارثة لسنا نحن و لكن علينا نحن إيجاد أجوبة فعالة لإشكاليات لها تأثير كبير علي أنماط معيشتنا. فالبيئة الجزائرية ليست البيئة الآسيوية و لا الإسكندنافية. هذا و طاقة الشمس موجودة و بوفرة كبيرة جدا، لم لا نجتهد و لا نبتكر في سبيل الحفاظ علي محيطنا الطبيعي بإدخال تعديلات هامة علي نوعية الحياة التي نعيشها ؟
إستغلال الهيدروجين مكلف للغاية و نحن في زمن مل لوثة المال و لا مفر من تغيير جذري في رؤيتنا و دورنا. لسنا مجبرين علي الخضوع لمعايير لم نضعها نحن و لسنا ملزمين بإتباع نسق تطورهم الذي لا يلاءمنا، فنحن لم نعرف الثورة الصناعية التي تحكمت في الرأسمال و في الأدمغة و من حقنا إذن في التفكير في حلول أخري غير تلك التي يصدرها لنا الغرب بأثمان باهضة.
لم نبخس حقنا و لم نستصغر أنفسنا ؟ نحن لها، ما نحتاجه العزم و الحزم و توكل علي الله و بصيرة نافذة و إرادة سياسية و إستقلالية التمويل و ذكاء المجتهدين، فهل هذا مستحيل علي امة محمد عليه الصلاة و السلام ؟ حتما لا.
لا نريد مصير التابعين و من يرغب في ذلك فليختار معسكره و لننفذ مبتغانا بعيدا عن ذهنية التواكل...