كنت مارة بمنظر خلاب حتي إستوقفني منظر غير متوقع : مراهق في 14 من العمر جالس علي ضفة الوادي ساقيه في الماء و عيناه مسمرتان علي شاشة نقال...
سبحان الله كل هذا الجمال الطبيعي و الخضرة المنعشة و الولد همه نقال!! لا يعني له خرير المياه شيء بقدر ما يسعده رنين تطبيق أو هاتف.
تبلدت مشاعر هؤلاء الشباب، فهم لا يسبحون و لا يحمدون و لا يشكرون و لا يرون أبعد من أنوفهم و هم ينفقون أوقاتهم هباء، فلا ينفعون و لا ينتفعون.
أستحضر الأيام و السنين التي كنا نسخرها للإعتناء بالحدائق و نهتم بعصفور سقط من عشه و مساعدة الأباء في ترتيب المستودعات و و و...لم نكن نعرف وقت فراغ و كنا نتحين الفرص لنتفرغ لممارسة هواية ما و هكذا تعلمت الطرز...
في زمننا الحاضر، يغيب الأبناء عن البيت و الحي لساعات طوال و لا ينتبه أحد، و لا أظن أن أولياءهم يراقبونهم ساعة النوم...هكذا تسهل عملية الإختطاف...كم نفقد بلامبالاتنا...كم نفقد عندما يغيب الحوار و تأتي دوما الإستفاقة متأخرة و حينها لا ينفع ندم و لا حسرة و لا أي شيء فالذي راح غير قابل للإسترجاع و لا من معتبر ...