في الزمن الماضي، كان نجاح أو خطوبة أو فوز في مسابقة أو توظيف يتم في فرح مصحوب بحمد و شكر و همة عالية و دعاء بالتوفيق...
أما اليوم، فأي مناسبة قابلة لتتحول إلي عرس يبذر فيه المال تبذير ثم تراهم يستغيثون من جراء غلاء المعيشة.
يقول لك الشاب "أنا إبن اليوم و ما الضرر في المرح و السرور ؟"
بإمكاننا إدخال السرور إلي نفوس المقربين بالفوز بالنجاح و بالتهنئة بالخطوبة، لم اللجوء إلي البهرج و الهرج و المرج "شوفوني يا ناس" ؟
وحدهم الفائزون بحق من يشعرون بطعم النجاح و مقاسمتهم بتهنئة صادقة كاف، لم تجنيد جيش من الناس لكراء قاعة و إستعراض ما ليس فينا و لا ملكنا ؟
كل ما نحسنه التباهي و التباهي و فقط التباهي...و نغيب الكثير من العوامل التي تصنع النجاح و لم نندهش عندما تخبرنا إحداهن بأن عين حسود اسقطت إبنها الناجح من اعلي المنصة إلي تحت و خرج من الفرح بكسر في الركبة...
مشكلة الجزائري أنه يعيش للناس أكثر مما يعيش لنفسه و لأبناءه و لله...آخر ما يوليه أهمية أخلقة سلوكه كي يكون القدوة في عيني صغاره...أذكر تلك الأم التي زراتنا من 30 سنة إلي الخلف و هي تتحدث بإفتخار عن زواج إبنها الذي فاق في البذخ زواج اقرانه و لم تأبه لنهاية زواج إبنها بأسرع مما إنعقد...و هكذا تمضي دورة الحياة بين مد و جزر بين فرح و ألم...و لا زلنا في مؤخرة الركب...ما دمنا...