قرأت مقالة الأمس حول القيمة العالية التي تمثلها قارة إفريقيا...هذا و الإنقلاب العسكري في دولة النيجر أثار مخاوف فرنسا المورد الرئيسي لمادة الأورانيوم الذي يشغل الطاقة النووية الفرنسية.
قارتنا كانت موضع أطماع القوي الكبري و لازالت و ستبقي كذلك ما لم نقرر مصيرنا بعقولنا و سواعدنا بعيدا عن وصاية الشرق و الغرب. و دولة السينغال تعرف بدورها موجة عنف و رئاسيات 2024 علي الأبواب و لا أحد بإمكانه التكهن ما سوف تكون عليه الشهور المقبلة.
نحن نعاني من إنقسام الصف و تغول بعض الفئات خاصة منها المسلحة و إدارة سيئة للموارد البشرية و المادية و تدخل قوي خارجية و النتيجة حالة عدم إستقرار مستدامة و هذا يضعف حظوظنا في النهوض و التطور. الإستعانة بمليشيات فاغنر أو مليشيات أجنبية أو جيش فرنسي في النيجر مثلا لن يحل الأزمات و المطلوب تفعيل دور التكتلات الإقليمية، فالجوار له تأثير مباشر علي الأوضاع الداخلية و لا بد من حوار ينتهي إلي خطوات ملموسة في الواقع و ليس إلي تصادم كما هو الحال في السودان.
ثروات إفريقيا ملك ابناءها حصريا لكن لنتمكن من الإستغلال الحسن لمواردنا، علينا بنهج الحكم الراشد بعيدا عن عسكرة الأنظمة و إهتزاز الإستقرار علي جميع المستويات، من دون ذلك فنحن نراوح مكاننا و هذا تراجع رهيب إلي الخلف. نسعي إلي مصير سيد بالتعاون مع بعضنا البعض و مراعاة لمصالحنا المشتركة العليا، و أي تحرك خارجي، دوافعه مكشوفة. نحن محط أطماع و الحلول المحلية وحدها قادرة علي مواجهة رماح الخارج، فيا تري هل ستتكرر الإنقلابات و نظل ندور في حلقة مفرغة أم نعي الدروس المتعاقبة و نمسك بزمام الأمور لنحسم بشكل نهائي لا رجعة فيه ؟