من المضحك المبكي قراءة خبر مثل هذا " يعرف الأولياء حالة إرهاق شديدة من جراء حيرتهم حول مشاريع تربية متصادمة."
عنوان طويل بطول معاناة هؤلاء الحيرانين، في ظني أي تربية لها قواعد عامة و أساسية لا مناص منها، إذن كيف نفسر حالة الإرهاق هذه ؟
ثم هل فعلا اولياء الحاضر هم مربون ؟
ما اشاهده يوميا عبارة علي سلوكات طائشة و وقحة و ليس فيها ذرة واحدة من التهذيب و حسن التربية. الأولياء متبرمون أكثر مما هم مرهقون، فمؤسسة الزواج في ايامنا في حالة إفلاس مريع، إفلاس معنوي، روحي، تربوي و إجتماعي. آخر ما يفكر فيه العرسان الجدد تحمل تبعات الأبوة و الأمومة و إنجاب جيل رسالي.
كان الزوجان في زمن إنقضي يفكران سويا في نوعية التربية و العناية التي يكون محلها أبناءهم و قبل ولادتهم بسنوات. أذكر أن بعضهم كان يقتني كتب تربوية و يستمع إلي نصائح الجيل القديم و يستشير أخصائيين تربويين. اليوم إنقلب الوضع رأسا علي عقب، لا أحد يفكر في تربية نشأ يولد ضائعا، لا بوصلة يهتدي بها و لا مرجعية تقيه شر المتاهة في دنيا الفناء.
لن تسد المادة حاجة الطفل إلي الإهتمام و العطف و الحنان و المحبة و الحرص عليه و علي راحته. جل من إنحرفوا من الأطفال، إفتقدوا كل هذا في محيطهم الأسري...من المخزي أن ينتظر الأولياء حنو الغرباء علي أبناءهم، مثل المعلمة و القيمة و الجارة و المربية في الحضانة و و ...الطفل مشروع مواطن سوي، فلنتصور أي مواطن سيكون هذا الإبن او الإبنة بهذا القدر الضئيل من العناية الأبوية ؟
يتعين علي الأباء تعلم الأبوة إن لم يشعروا بها و عليهم بتحضير أنفسهم لمهام نعدها الأخطر في بناء المجتمع و من يفشل في ذلك، لا يصلح لشيء.