"نشرت رواية "و تستمر الحياة في سراييفو ..." عن مأساة البوسنة و الهرسك أليس كذلك عمتي ؟"
سألني إبن أخي.
من أسابيع فقط، إستحضرنا مجازر سبرنيشكا علي أيدي المجرمين الصربيين بتواطيء من قوات السلام الهولاندية، سلام و أي سلام ؟
كلما أتذكر في اي ظروف كتبت تلك الرواية، يتملكني الغضب. الشعارات البراقة تملأ الشاشات و الآذان و في الميدان لغة اخري تماما، لغة القتل و الإبادة الجماعية، فكما شن الصهاينة في فلسطين عملية تطهير عرقي إجرامية، تكرر السيناريو الرهيب في البوسنة و الهرسك.
و إلي اليوم، لم يستتب الأمن تماما و الإستقرار السياسي لا يزال بعيد المنال خاصة بعد ما قسمت الجمهورية المسلمة البوسنية إلي ثلاث مقاطعات و رئاسية فيدرالية بثلاث رؤوس.
حيثما يتواجد مسلمين في الصين او أوروبا أو برمانيا، نجد من يقف لهم بالمرصاد، فهم الكم الذي لا يعتد به أحد، هذا و العالم الذي ينتمون إليه في مؤخرة الركب الحضاري، من سيأبه لمعاناتهم ؟
قبل المباشرة في وضع الخطوط العريضة للرواية، قمت بالتوثيق و إستغرق مني وقت هذا العمل و ما إطلعت عليه زادني تصميما علي عرض مأساة المسلمين في البوسنة و الهرسك، فالكتابة رسالة قادرة علي تحريك الضمائر. و اضعف الإيمان التضامن مع إخواننا المظلومين و سراييفو مثال حي عن حصار لاإنساني إجرامي و أما المجتمع الدولي كان آخر من يعول عليه. إن عاش البوسنيون و تجاوزوا بكثير من الصبر و الشجاعة و الثبات حرب الإبادة، فهم لم ينسوا و لم تشفي ذاكرتهم و لا دواخلهم و من الصعب طي الصفحة مع إرادة صربية كرواتية في الترصد لهم في كل منعرج و إنعطافة...