لا يشعر قاريء القرآن المنتظم بأي نوع من الضيق بل ينتابه شعور عظيم بالإطمئنان. فالذي يغذي نفسه يوميا بخطاب الله، تختلف مرتبته عن ذلك الذي لا يتدبر و لا يتأمل معاني القرآن الكريم ...تمنحك قراءة المصحف الشريف قوة كبيرة و عجيبة، فتواجه كل شيء في حياتك بمنطق لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم.
تقينا الصحبة اليومية للقرآن الكريم شرور الواقع، فنجد أنفسنا نترفع عن صغائر الأمور و نرتقي بغية تطهير أنفسنا من أدران الدنيا، و عوض مراكمة المعاصي و الذنوب نعمل حثيثا علي كسب مرضاة الله. تصبح روحك تواقة للسور القرآنية و لا تهدأ إلا بالقراءة المتأنية، نحن لا نعي مفعول الخطاب الإلهي، فمن يجعل من القرآن سراجه، لا يتيه و لا ينحرف عن الصراط المستقيم. و مدعاة للشفقة من يستثقل فتح كتاب الله، نحن ننعم بكتاب لم تصله يد التحريف و هو شامل لم يترك لنا شيء ربنا تعالي لم يجلي أمره.
قراءة القرآن الكريم عبادة و أي عبادة، فحظوة المسلم لا تماثلها أي حظوة أخري و من ينظر في كل آية و يتجه بعدها إلي تفسيرها يكون قد خطي نصف الطريق و البقية تتجسد فعلا، ما الفائدة من قراءة لا تغير ما في النوايا و السلوك ؟ نمهل عدة مرات في الحياة القصيرة و إن لم نحسن إستغلال الفرص فالخاسر الأكبر هم نحن.
نريد لأنفسنا السمو و الإيمان عن بصيرة و بطارية الإيمان في حاجة إلي شحذ يومي و ليس أفضل من القرآن الكريم لتمتين العلاقة بخالق العباد، فمن يبحث عن الله يجده، هذا مما لا شك فيه و من يعرض فلا أسف عليه. فالمغزي من وجودنا حدده القرآن و درب اليقين رحلة بكثافة مدهشة و من يقتفي أثر الخالق في نفسه و في الآخرين، دليله في ذلك تلك القراءة الذكية لكتاب هو أفضل الكتب قاطبة و أكملهم.