في مقالة سابقة اليوم، ناقشت بشكل سريع معضلة المعمار في بلادنا و في هذه السطور، سأتحدث عن جانب قلما نوليه أهمية عند بناء بيت. من يبني آخذا في الحسبان طبيعة تضاريس الميدان ؟
قلة قليلة، فالهدف يسبق أي شيء آخر بينما المكان له أهميته القصوي لمستقبل البناء، هذا و المحيط يلقي بظلاله علي البيت، فكيف نفسر هذا الإهمال الذي اصفه بالإجرامي ؟
كم من بناية جرفها التراب و الفيضانات و قد بنيت علي منحدر أو في قاع الوادي ؟ هذا و علينا مراعاة الطابع العام للحي كي لا يأتي الشكل الخارجي نشاز. هناك مقاييس في الدول المتحضرة تفرض علي المواطنين و المقاولين، هذا و السمة العامة الطاغية في بلدنا البناء الفوضوي و حتي ذلك الحاصل علي رخصة البناء لا يفي بالشروط المطلوبة. فأي منطقة لها خصائصها و إن لم تحترم، الخاسر الأكبر هو الإنسان، المعني بالدرجة الأولي بجودة المعيشة و المقام.
فاللامبالاة التي تطبع الخواص في بناياتهم علامة عن إنحطاط و عن تسيب من السلطات، فالأمر الواقع بثابة عدوان علي الطبيعة، و لن أحدثكم عن بقايا مواد البناء و كيف تلوث البيئة و المحيط و كم من فرد تضرر من جراء إهمال أهل الشأن. المرء عندنا لا تنطبق عليه صفة المواطن، فهو لا يعير اي إهتمام لأخيه في المواطنة و لا يكترث لبيئة أو أي شيء من هذا القبيل. و هذا الموقف الأناني يعبر بحق عما آلت إليه الأوضاع في مجتمعاتنا و يا للأسف.