من عامين أو أكثر قمت بزيارة خاطفة لبجاية و أكثر ما راعني تلك القري المعلقة بين السماء و الأرض و جلها مبنية بالأجور و الإسمنت، المنظر لم يكن جميلا. العمران في بلدنا كارثة، لا يبني الجزائري بذوق، كل همه طابق علي طابق و أجور عار و الفوضي في الواجهة حدث و لا حرج.
يفتقد الجزائري إلي حاسة الجمال و لا يتذوقه، يكفي نظرة إلي ما حولك لتفهم ما اعنيه، جل شباب اليوم يتزوج و يقيم بصفة مستقلة عن الوالدين، ما الفائدة من طوابق بغرف عديدة و صفر حديقة ؟ لا تجتمع العائلات إلا في النوائب و الأفراح، لم كل هذا البنيان ؟ الفيلا تتحول إلي عمارة كئيبة و لا شيء يضفي جمالية معينة.
آخر من يستشيرون مهندس معماري و أما مهندس ديكور، فمستحيل ذلك إلا في النادر جدا. أحياءنا مكعبات عالية نوافذها مظلمة، فيلا تحولت إلي عمارة و هذه تقابل عمارة أخري و لا مساحات خضراء و لا أرصفة مشجرة و أما النبات المتسلق فيغطي عيوب البناء ليس إلا.
البيت المكان الذي نقيم فيه علي مدار السنة و العمر، أهكذا نتعامل معه ؟ و السلطات لا تتدخل لتصحيح الأوضاع، بل تترك صاحب المسكن يفعل ما يشاء لتتدخل متأخرة فتكون الغرامة و الملف مغلق. يسد الأفق البناء ذو عدة طوابق و لا يسمح بدخول الشمس و غياب الإخضرار معناه المرض و الإكتئاب لكن من يهتم و من يتحرك فعليا ؟
كالعادة، صفر تفاعل و سطحية كبيرة في التعامل مع قضية هامة جدا، فالصحة العامة مسألة تهم المسؤول و المواطن في آن في حدود علمنا.