معاهد التفكير الإستراتيجي الغربية و خاصة الأمريكية كثيرا ما عولت علي مؤشرات تأتيها من العالم العربي عبر دوائر مشكوك في ولاءها لرسالتنا الحضارية لهذا كم صدموا بعملية حماس الفدائية في فلسطين و ظنوا قبل 7 اكتوبر الماضي أن المشروع الصهيوني في قلب عالمنا نجح ناجح باهر في فرض نفسه علي شعوب مغلوبة علي أمرها...و هنا الخطأ المميت الذي وقعوا فيه و لن يخرجوا منه. كيف ؟
العالم العربي الإسلامي ليس كل يسير علي نفس الوتيرة علي كل الأصعدة، فدرجات الخيانة و العمالة تتفاوت من نظام إلي آخر، من دولة إلي أخري، من مجتمع إلي آخر و القلة دوما أحدثت الفارق عبر التاريخ، فلا ننسي جماعة المؤمنين مع رسول الحق عليه الصلاة و السلام في مكة. كانوا قلة مضطهدة و لم تتقبلهم قريش و بقية القبائل بتحريض من الأولي حتي أجبرتهم علي الهجرة.
ماذا وقع بعد الهجرة ؟
إلتف الناس و الشعوب التي كانت ترزح تحت نيران إستبداد الروم و الفرس و إلتحقوا بالدعوة الجديدة الصحيحة و كونوا قوة، فتحت معظم الأمصار في وقت وجيز و قياسي.
نفس الدرب نسير عليه اليوم و غدا، فالتفوق الحضاري للغرب و بنو صهيون ليس مبني علي أرضية أخلاقية صلبة و كل ما يتعارض مع الفطرة السليمة مآله الزوال....فالذكاء الإصطناعي لن يعوض تناقص أعداد الغربيين فهم الآن في بريطانيا يحكمهم هندي من الهند مثلا. فحتي فورات القومية اليمينية لن يقدر لها النجاح و البقاء و الإستمرار إن لم تستند إلي مرجعية أخلاقية صارمة و هذا ما جربه هتلر في زمنه بفرض قواعد أخلاقية صارمة فأحيا جمهورية فيمار في وقت وجيز.
هذا و المحللين الغربيين متخوفين من عدة معطيات في العالم العربي الإسلامي و هي :
تنامي عدد المسلمين
تنامي الوعي لدي الفئات الشابة
تنامي قدرة الإبداع العلمي
تنامي الشعور بوحدة المصير
تنامي فكرة صياغة تطور علمي موافق لسنن الكون
تنامي الشعور بالحاجة إلي مرجعية روحية و أخلاقية لكن ليس وفق منظور القاعدة و تنظيم الدولة الإرهابيان
تنامي الشعور بواجب زرع الحياة و الأمل في ربوع عالمنا برفض كل أشكال الفساد
و كل هذه المؤشرات تعمل علي المدي الزمني لصالح الإسلام و المسلمين و هذا يستحيل علي اي كان معارضته لأن المستقبل ملك الإسلام و أبناءه.