قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

Wednesday, 06 December 2023 14:23

العالمية التي تأخذنا إلي المحلية و ليس العكس...

Written by  عفاف عنيبة

عشت لمدة من الزمن في أوساط إجتماعية مختلفة و مذاهب و ديانات متعددة و أجناس متنوعة...لهذا إصطبغت نظرتي لوجودي كمسلمة بصبغة العالمية، فمن منظار العالمية نظرت و لازلت إلي ديني الكامل و إلي دوري كإنسانة مسلمة همها تجسيد إيمانها التوحيدي في أفعالها قبل كل شيء و في مخاطبة الآخرين بلغة الفعل الفاعلة و الإيجابية بعيدا عن الأحكام المسبقة و عن شعور الشوفينية الذي يستبد ببعض المسلمين منفرين بذلك غير المسلمين من الإسلام و المسلمين ككل.

بدون هذه الرؤية التي تسمح لنا بتأمل إعجاز الله في خلقه موجدا إيانا في كوكب فيه الإختلاف و التنوع العرقي و الديني لا يصح إيماننا، طبقا للآية القرآنية 56 من سورة القصص بسم الله الرحمن الرحيم {إنك لا تهدي من أحببت و لكن الله يهدي من يشاء} و بمقتضي هذه الرؤية دائما نري في الآخر المختلف في كل شيء عنا عنصر إثراء و تفرد يعيننا علي مد جسور الحوار و فهم أكثر تميزنا بديننا الكامل دون تكبر او غرور بل بتواضع الأنبياء و الرسل عليهم السلام...

هكذا عشت، و لازلت و سأبقي بإذنه تعالي، لا أشبه الجزائريين ممن يعيشون ضمن الحلقة الضيقة للجهوية و القبلية و العروشية و ينظرون نظرة العداء لكل من هو خارج العرش و القبيلة و مسقط الرأس، لم أشهد شعب منكفأ علي نفسه مثل الجزائرين و جل علاقاته مع من يختلفون معه نفعية بحتة لا يستوحي منهم شيء و لا يستلهم منهم و لا يستفيد منهم في شيء لغلاظة طباعه و خشونته. أحيا حياة منفتحة كلها فضول ناحية الآخر الذي ألتقيه في سفرياتي او عبر كتاباتي أو لقاءاتي او كيفما كان و أعد مثل هذا الفضول المهذب نوع من الرغبة في الإستزادة من العلم، فمعرفة الشعوب الأخري، ثقافاتها،  عاداتها و أنماط معيشتها تطبيق و طاعة للأمر الإلهي المباشر في الآية من سورة الحجرات الآية 13 بسم الله الرحمن الرحيم { يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13)...}

اعتقد بأننا إن فتحنا نوافذنا في وجه هؤلاء المختلفين عنا في الألسنة و الطباع و العرق و الدين، ستتسع مداركنا و سنعبد الله عز و جل عن بينة بل ستكون عبادتنا في غاية من النضج و البصيرة و العمق، لأننا سنلمس و بشكل عملي تلك الإختلافات الكثيرة الكائنة بيننا و بينهم و التي تمثل تراث إنساني من أجمل ما يكون و من أعرق ما يكون و الأكثر تعبيرا عن قدرة الله تعالي و إعجازه.

Read 395 times Last modified on Sunday, 24 December 2023 15:56

Add comment


Security code
Refresh

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab