إن وضع أمتنا غدى لا يبعث على الارتياح، وضع اصبح فيه الفرد لا يهمه سوى ما يجمعه من مال و وجاهة التي هي في حقيقة الأمر مزيفة لأن صاحبها اكتسبها دون أدنى جهد فكري سليم أو عضلي منتج ، مؤخرا اصبحنا و أمسينا نسمع عن آخذي الربى من البنوك و من الخواص بشتى الطرق و الوسائل و تجدهم يتكيفون فيها مع التنظيمات و الشكليات المتعلقة بالقرض الربوي منهم من أفلس و أفلس معه مموله من مؤسسات بنكية أو من الخواص الذين جُبلت طباعهم على أكل الحرام و بهذا زادت ثرواتهم فحشا على فحش فأصبح لديهم نفوذ و سلطان يستحلون الحرام و يحسبونه حلالا بل هم قوم عَمون فغرتهم نفقاتهم على بناء المساجد و على المحتاجين كما أن منهم من يكثرون تأدية نسك العمرة و الحج لمرات عديدة .
صنف آخر لا يقل أهمية عن سابقه جعل من "القْفازة" و الجلوس بالمقاهي طول النهار يرصدون بعيونهم المتوحشة و نظراتهم الثاقية ما حرم الله حتى ابليس اللعين إحتار فيما يفعلونه، همهم إبتزاز أموال الناس بالباطل من أصحاب الرشاوى و النصب و الإحتيال و السرقة و خيانة الأمانة و الزور و البهتان و التطفل على المسؤولية نظرا لما يجنون من ورائها من إمتيازات فتجد أمثال هذا الصنف لا يشبعون كما أنهم يغتنمون فرص وقوع ضعاف النفوس في مصيدة المحاكم فيوهمونهم أنهم لديهم الحل و الربط فيبتزون أموالهم دون أن يقدموا لهم أية خدمة ، كما أنهم يتميزون باليد الطولي في اتخاذ القرارات التي يفصلونها على مقاسهم و مقاييس أعداء الأمة.
و هناك صنف آخر لابد من الاشارة اليه و هم أصحاب الإتجار في سوق الدعارة من رجال و نساء الذين يتخذون من الفتيات الغافلات مصنعا يستقطبون به أصحاب أموال الكسب الحرام ليزدادوا طغيانا ، و صنف أخر ألا و هو صنف المشعوذين و المشعوذات و كم هم كثر و هذا كون مريديهم من ذوي النفوس الهشة و الضعيفة ففي عياداتهم المتخصصة يجدون راحتهم لأنها من صنع إبليس فتجدهم يفرقون بين الجماعات و الأزواج خدمة لأصحاب الرذيلة المنتمين للأصناف السالفة الذكر.
و هناك صنف من الناس تفننوا في التجارة لا يعرفوا حلالها من حرامها فتجدهم يراوغون الزبون مراوغة الثعلب حتى يجبرونه على الاقتناء، و في حالة ما إذا اراد أن يُرجع البضاعة لسبب عيب وجده في بضاعته أو آلته التي اقتناها منهم يقولون له كلام قمة في البداءة تصل الى حد المشادات و تنجم عنها أحداث يطول الحديث عنها ، و منهم من تفنن في جلب أحدث موديلات الحياكة الحديثة من الملابس الخليعة التي غزت منازلنا و مدارسنا حتى أصبحنا لانفرق بين الجنسين و منهم من وجد في تجارة العفيون و المخدرات و المهلوسات الربح السريع على حساب صحة أفراد مجتمعنا خاصة منهم المراهقين و المراهقات في الغياب التام للرقابة الأبوية و المجتمعية كما لا أنسى مهربي السلع المدعمة من طرف الدولة على الرغم من الرقابة الشديدة التي تفرضها السلطات .
و أيضا هناك صنف آخر من الناس العاديين منهم الموظفين الذين تجدهم يتذمرون و يشتكون من قلة الدخل فيستحلون سرقة الوقت المخصص للعمل بقضاء حوائجهم و كأنهم مَعفيون من الالتزامات فلا يأتون العمل الا و هم كسالى يتأخرون في القدوم لمكان العمل و يغادرونه باكرا أي قبل الوقت المحدد له، كما أنهم يحبون أن يأخذوا أكثر مما يقدموا و منهم من لديه منصب جعل منه مرتعا و مكسبا موازيا لدخله الشهري الذي تمنحه له الشركة أو الادارة التي يعمل بها، كما أنه توجد شريحة دخلت ميدان العمل في اطار ما يسمونه المساواة بين الرجل و المرأة و هي فئة النساء العاملات أغلبهن يأتين متأخرات و متعطرات غير مباليات بأصول العمل زد الى هذا إذا ما جاءت مناسبة دينية أو وطنية يتغيبن قبل و بعد المناسبة و الطامة أكبر إذا ما تقدم لهن أحد للخطبة يشترطن عليه شروط خيالية من غلاء للمهور و أن يكون لديه مسكن خاص و أن لا تتخلى عن عملها أو منصبها الذي لا تفرط فيه أبدا ثم يأتيها آخر و تقول له نفس الكلام الى أن يفعل فيها الزمن ما يفعل في الحديد و حينها يأتيها من كان لا يجرؤ حتى على الكلام معها و أحيانا تجدهن راضيات بكبار السن ممن لديهم راتب متواضع أو يأتيها شخص كانت قد تكبرت عليه احدى مثيلاتها فتصبح تعيله بدلا أن يعيلها .
و هناك صنف أخر أختم به و هو صنف النساء أشباه الرجال اللواتي أصبحن يتقلدن أعلى المراتب في المسؤولية و تدريجيا تخلين عن المهمة التي خُلقن لأجلها و هي عمارة الأرض و تربية النشء الصالح الذي يُعول عليه في بناء الحضارة لا جيل نقدم له معاول هدم الحضارة ، فلنفق من غفلتنا و لنقف وقفة جادة و لنرجع الى الفطرة السليمة و لنتعاون فيما بيننا من خلال تشكيل مجموعات عمل تطرح السلبيات و المساوئ للمعالجة و نخطط لمستقبل زاهر و يكون هذا في اطار احترام النظام العام لبلدنا، و الفرصة لازالت سانحة قبل أن تتوغل ثالثة الأثافي"الجهل ، المرض و الفقر" .... حفظ الله وطننا..... حفظ الله وطننا...... حفظ الله وطننا ....... آمين يارب العالمين.