صفا لك الحرف لا أمتا و لا عوجا
وعدت للقلب تدعوه لحجة
فأي معني حبه الروح إذ عرجا
بانت سعاد فما أبقت له حججا
ما كنت عيا و في أهليك ناطقة
رعت عليا و منهاجا لمن نهجا
لكنك انتبذت يمناك دونهم
حرفا بكل غموض الكون قد مزجا
هدهد يراعك تلق الصبح مؤتلقا
بالروح جبريل و الأملاك مبتهجا
تراهم العين ما انزاحت غشاوتها
و من غشته تراه ضيقا حرجا
شتان، نفس على الإقبال مشرعة
و النور يصبحها من كأسه وهجا
و باسر ساجلته الطير من فرح
فغض حبا و ما أبدا و ما لهجا
النور للصب مجذوبا على رغب
فارغب إليه تصب من غصة فرجا
محمد نهر الإمداد ما انقطعت
سوابغ النور من كفيه منبلجا
يهدي و ما كان غيبا أن تغيب به
الغيوب أم كيف نستهدي به السرجا؟(م)
إلا و طلعته الغراء ناضرة
لولا حجاب بكف الشوق قد نسجا
تركت خلفي آمالا مؤجلة
و جئت أستعجل الإصباح و الأرج