لأن الكلام يحي
و لو مات قائله
لأن الدين يبقى
و لو تلحَّد سائله
للعمر أشباح تحي
بعد كل قصيدة غير مصنفة
و للشعر أرواح تموت بداخلِه
بعد كل قافيةٍ غيرُ مؤثثة
و بعد كل خطيئة نُسيتْ عمداً
لأنها على مرايا النثر غير مرئيه
فتموت فينا رغبة
العودة للروي
بعد كل نقطة حبر لا تبكينا
و بعد كل دمعة
تُـذرف سهوا من مآقينا
نتضرع مراعاة..
فنحب و نكره مراعاةً
و تجمعنا قبةٌ شامخة
و هلال مقوس يحكي آثارنا
بعد كل صلاةٍ..فمسابحنا ترثيهْ
أما عاد الدين يعنينا و ما عُدنا نبكيهْ!
مسجدٌ وحيدٌ بنوهُ من
قيثارة القرنِ
و دماءُ الفقراء تطليهْ
ألِلدينِ في البقيعِ صالاتٌ تتغنى بِـهْ
و كنائسٌ شطرَ قِبلتنا
تتفاخر بِـهْ
أتركـتم أفرانـاً
في كل مكانٍ تشويه..
و ما بين الشِواءِ و التشويهْ
معابدٌ سرطانيةٌ
في كل الأيادي تُـلقيـه
قنواتٌ تبثُ من أسفل لأعلى
فنسقط عكسيا..
لأنا تركنا إجماعا سورة "الأعلى"
تركنا طوابعَ تاريخنا تبلى..
فتقَوَلوا في كتابهم حصرا
أنهم الموعودون
و أن "خوفو" كذا..كذبةٌ تُـلقى
و لشمس المتوضئين بنبيذ اليتامى
غروب لا يراه إلا الموحدونْ
فللألفين عشرون عاما بعدها اثنتين
من ربيع يقد الآن مضجعهم
و يوقظ الجفون
يسبي قوافي أشعارهم
من قصائد و مجون
لأن أشعارهم بلا جذر يحميها
تلبس أحزمةً ناسفة من قرونٍ
و لأننا أجداد نصوصهم
لا أبناء عمومتها عاصرنا الأقوام
من عاد و ما ورثت
من جداول هاروت و ماروت
و ما خلفت
من أحزان يعقوب
و مزامير داوود و ما انتحبت
يومَ تلَقَـفْـنا شعلة الحضارة
يومَ بعثِ البشارةِ و النَّذارة
قبل الأوراقِ المزيفةِ
و بنوكِ القذارة
قبيل الرحلة الغامضة
و عنتريات"جيفارا"
سقطَ الجدارْ..
يئِستْ أنثى حضارتهم
و تفككت مخالب " كريستو"
فهل تسقطُ العماره!
و تردى عجلاتُ السيارة..
أَتنخفضُ في سماء "غزة"
درجات الحراره!
خليل بوبكر