قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

Monday, 23 September 2013 07:01

مختار عنيبة و مفهومه للتربية 2

Written by  عفاف عنيبة

كان وجه صديق الوالد متجهما، و قد عبر لي عن غضبه العميق لم بدر مني:

-كيف تغادرين بعد الإفطار بيتي في غيابي، و بدون إذني يا ابنتي؟ سألني.

كنت أكره إضاعة الوقت في الشرح خاصة أن ذلك اليوم كان طويلا و كنت قد عدت متعبة . فأجبت الرجل ببرودة دم مقلقة:

-أتفهم تماما غضبك عمي، لكن في حدود علمي لم أقترف جريمة ! أعلم أنه كان يتعين علي استئذانك، لكنك كنت غائبا، و كنت ستتأخر، و فرصة زيارة صديقتي و بيتنا العائلي ما كانت لتتكرر مرة أخرى، لذا قررت بمحض إرادتي الذهاب، و الحمد لله لم يقع لي أي مكروه، و والد صديقة الطفولة يعرفه جيدا بابا و يثق به تماما.

فنظر إلي صديق والدي لبعض اللحظات غير مقتنع بكلامي، سكت هنيهات من الزمن ثم قال لي:

-سأتصل بعد قليل بوالدك. أنت لم تعتذري لي عن فعلتك و أنا غير راض على سلوكك.

لأول مرة ابتسمت ابتسامة شقية و قلت له:

-جميل اشتكيني لوالدي و أنا مستعدة لتحمل عقاب بابا ! تصبح على خير عمي.

و تركت الرجل مشدوها !

في وجبة السحور لم يتكلم أحد معي، و في صبيحة اليوم التالي، كنت أتوقع استدعاء من صديق والدي لكنه لم يفعل، فاضطررت لسؤاله قبل الإفطار بقليل:

-تكلمت مع والدي عمي بخصوص فعلتي البارحة ؟

-نعم تكلمت معه و لم يعجبه ما فعلتِ، أجابني صديق الوالد.

-و ماذا قرر بابا بشأني عمي؟

-لا شيء، لم يقرر شيء، طلب مني أن تكملي إقامتك في بيتي بشكل عادي.

كدت حينها أن أبتسم ابتسامة أكثر إشراقا و شقاوة، لكنني امتنعت عن ذلك احتراما لمُضيفي، و أمضيت عطلتي بشكل سعيد جدا و مفرح، و بعدها عُدت أدراجي إلى تونس.

كان بابا ينتظرني عند نزولي من الطائرة، فهو له تسهيلات بحكم منصبه لا يحصل عليها المواطن العادي، و بمجرد ما وقعت عيناي على أبي فهمت أنه غاضب مني، و كنت أعلم بالسبب. فتماسكت و سلمت عليه بحرارة ثم تبعته.

-بابا أنت غاضب مني، أليس كذلك؟

-نعم جدا، عفاف بنيتي كيف لا تستأذني صديقي لزيارة صديقة طفولتك ؟ هل هذا سلوك إبنة مطيعة و مهذبة ؟

قال لي و هو يحاول التحكم في نبرة صوته الغاضبة.

بهدوء شديد قمت بشرح موقفي و أنهيته بما يلي:

-بابا أعدك بأن مثل هذا السلوك لن يتكرر مني، لكنني شعرت حينها أنني أحسنت الفعل لهذا أقدمت على ذلك، و لم تكن نيتي بتاتا عدم احترام صديقك. بابا صدقني نيتي كانت سليمة.

بقي للحظات يرمقني غير راض، ثم عندما رآني صادقة في قولي له، هدأ و استطرد قائلا:

-جيد؛ أنت تعهدت بأن لا يتكرر مثل هذا السلوك منك.

أومأت برأسي و أنا أصعد معه السيارة، وضعنا الحزام الأمني بعدما حرص على وضع حقيبتي الصغيرة خلفنا.

حرك محرك السيارة، و بعد دقائق انطلق، ثم استدار إلي مبتسما:

-آه عفاف ! هل إستمتعت بعطلتك بنيتي؟

فضحكت من قلبي و قلت له:

-نعم بابا ! كانت رائعة عطلتي في الجزائر، أشكرك على ثقتك بي. أرجو منك أن تجيبني على سؤال واحد من فضلك؟

-ما هو عفاف؟

-حينما أخبرك صديقك بفعلتي تلك الغير اللائقة، لماذا لم تقرر معاقبتي و تطلب مني العودة إلى تونس؟

فأبتسم والدي رحمه الله :

-لم يكن يستدعي الأمر عقاب عفاف، فضلت أن أتركك ترتاحين و عند عودتك اكتفي بتوبيخك لئلا تكررين فعلك   !

هكذا رباني مختار عنيبة رحمه الله، رحمك الله بابا و جعلك من الراضيين المرضيين في جنة الفردوس إن شاء الله.

Read 2079 times Last modified on Monday, 19 November 2018 14:44

Add comment


Security code
Refresh

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab