سَلُوْا التّارِيخَ عَنْ الْهَوَاشِمِ صَوْلَتُهُمْ
فِي صَلِيلِ الْمَكَارِمِ أَدْرَكُوا الْفَتْحَا
قُلْتُ وَرَدَّدَتْ الْأَيَّامُ مَعِي و
أَسْهَبَ الدَّهْرُ فِي صَوْلَاتُهِمْ شَرْحَا
قَوْمٌ إذَا سَلُّوْا سُيُوفَهُمْ رَأَيْتَهَا
وَ الْمُورِيَاتُ كَانَتْ تَحْتَهُمْ قَدْحَا
سُيُوفُهُم مَصْقُولَةً عَلَى الْعِدَا
تَسْبِقُهُمْ إلَى الطُّغَاةِ بَوْحَا
فَإِنْ عَادَ الطُّغَاةُ إلَى رُشْدِهِمْ
قَدَّمَتْ أَلْسِنَتُهُم لَهُم نُصْحَا
رَجَحَتْ حُلُومُهُمْ يَوْمَ الْوَغَى
وَ عَدُوَّهَم تَقَهْقَر يَوْمَهَا نَوْحَا
سَلِيلُ الْهَوَاشِمِ نَشْمِيٌ وَشَهْمٌ
إنْ هَجَاهُ حَاقِدٌ أجابه مَدْحَا
يَهُبُّ لِنَجْدَةِ الْمَحْزُون مُهَرْوِلَاً
مَا ثَنَاهُ لَيْلٌ وَ لَا ثَنَاهُ صُبْحَا
إذَا حَمِيَ الْوَطِيسُ كَانَ الْأَوَّلُ
وَ الْعَادِيَاتُ كُنَّ لَهُ ضَبْحَا
فِي الْمُلِمَّاتِ فَارس جَسُورٌ
وَ مَن شِفَاهِ الْمَنَايَا يَنْبَرِي رُمْحَا
يَضْرِمُ الْنَّارَ فِي وُجُوهِ الْعِدَا
وَ إِن عَادُوا أَبْرَمَ لَهُم صُلْحَا
وَقَدْ يُرِيبُ خَوّافٍ مِن مَكَامِنِهَا
يَقْلِبُ الصُّبْحَ فِي لَألٓائِهِ جُنْحَا
مُحَمَّدٌ سَيِّدَ الْخَلْقِ وَ الْوَرَى
وَ الْإِسْلَامُ كَانَ لَنَا مِنْهُ رِبْحَا
دَانَتْ لَهُ الْأَرْضُ مِنْ نُورِهِ
وَ فِي الْأرجَاء عِطْرُهُ فَوْحَا
وَ الْقُرْآنُ شِفَاءٌ لَنَا مِنْ كُلِّ عِلَّةٍ
بِآيَاتِهِ نَطْمَئِّنُ وَنَشْفَى مِنْ كُلِّ جُرْحَا
فِي الْجَنَّةِ لَا عِلَلٌ وَ لَا سَقَمٌ
وَ لَا جُوعٌ وَلَا عَطَشٌ وَلَا شُحَّا
وَ الْمَلَائِكَةُ صَافَّاتٍ تَحْتَ عَرْشِهِ
تُهَلِّلُ لِلْمُؤْمِنِينَ مَرْحَى مَرْحَى