أَحْسِنْ بِنَا الظَّنَّ إنِّا فِيِكَ نُحْسِنُهُ
انَّ الْقُلُوبَ بِحُسْنِ الظَّنِّ تَلْتَئِمُ
سَبْعُونَ عُذْرَاً وَ عُذْرَاً أَنْتَ تَجْهَلُهُ
فَاتَّخِذْ لَنَا الْعُذْرَ إنْ زَلَّتْ بِنَا الْقَدَمُ
دَعْ عَنْكَ الشَّكّ فَالْقَلْبُ مَسْكَنُهُ
إنَّ الْحَيَاةَ بِسُوءِ الظَّنِّ تَنْهَدِمُ
الْعَيْنُ تَحِنُّ لِمَنْ نُحِبُّ وَ تَرْتَجِي
وُدًّا مَعْ طَاعَةِ اللَّهِ تَنْسَجِمُ
وَ الْقَلْبُ يَهْفُو لِمَنْ كَانَ لِلْقَلْبِ
مُحْتَكِرَاً فَضَاقَتْ بِهِ الْهِمَمُ
جمَعْتُ قَوَافِي اللُّغَةِ فِي حَرْفٍ
وَ مَا اِكْتَمَلَتْ الْمَحَاسِنُ وَ الشِّيَمُ
أَحْسِنْ بِنَا الظَّنَّ إنَا فِيِكَ نُحْسِنُهُ
فَالْعَيْنُ تَبْكِي وَ الْقَلْبُ سِرًّا يَبْتَسِمُ
زِنْتُ حُرُوفَ قَصِيدَتِي
عَبَقُ الزُّهُورِ مِنْهَا يُغْتَنَمُ
الْيَاسَمِينُ يَبْكِي وَ الْعَقْلُ فِي
ثَمَلٍ ، وَ الْأَوْراقُ مِنْه تَضْطَرِمُ
كَلِمَاتُ قَصيدِي تَوَسَّدَهَا
مِنَ الْإِنْسِ الْعَرَبُ وَ الْعَجَمُ
فِي الْكَلَامِ الْعَذْبِ دَوَاءٌ وَ فِي
السُّوء اللِّسَانُ يَنْأَى وَ يَلْتَجِمُ
إذَا الْقُلُوبُ الْتَقَتْ عَلَى خَيْرٍ
فَالْأَرْواحُ بِالْأَرْوَاحِ سَتَلْتَحِمُ
إذَا مَا الذَّنْبُ وافاهُ اعْتِذَارٌ
فَاِصْفَحْ فَفِي الصَّفْحِ تُبَرَّأُ الذِّمَمُ
وَ إِنْ مَلَأْتَ الْقَلْبَ حِقْدَاً فَلَا
أَهْلٌ يَبْقَى وَ لَا صَحْبٌ وَ لَا رَحِمُ
سَيَأْتِي الصَّبَّاحُ بِالنُّور مبتسماً
وَ تَزُولُ الْأَوْجَاعُ وَ الْآلَامُ وَ الْغِمَمُ
وَ شَمْسُ التَّفَاؤُلِ سَتُرْخِيْ بَهْجَتَهَا
وَ تَزُولُ عَتْمَةُ دُجَى اللَّيْلِ وَ الظُلَمُ
قَلَمِي فَمِي وَ مِدَادُهُ دَمِي
وَ الْحَشَا فِيهِ النَّارُ تَحْتَدِمُ
أَدْعُو اللَّهَ و أتوقُ وَ أنْتَمِي
وَ الْفِكْرُ ضَلَّ وَ بَاءَ بِهِ الْنَّدَمُ
لَا حِبْرٌ وَ لَا مِدَادٌ وَ لَا حِكَمٌ
وَ لَا كُتُبٌ وَ لَا قِرْطَاسٌ وَ لَا قَلَمُ
الْغُصْنُ يُصْبِحُ حَطَبَاً حِينَ نَقْطَعُهُ
وَ الْرُوحُ تَهْوِي إلَى الْقَعْرِ فَتَنْعَدِمُ
عَظُمَتْ مِنْة رَبِّي بِنِعْمَتِهِ
لَهُ الْحَمْدُ حَمْداً لَيْسَ يَنْصَرِمُ
وَ عَظُمَتْ مِنْة رَبِّي بِرَحْمَتِهِ
وَ الْشُّكْرُ يُوَافِي مَا خَطَّهُ الْقَلَمُ
أَتَى الْبَلَاء تَمْحِيصَاً وَ تَذْكِرَةً
وَ بَلَاءٌ اللَّهِ فِيهِ الْفَضْلُ وَ النِّعَمُ
رَبِّ إنَّ النَّفْسَ تَرْجُو مَغْفِرَةً
غَزَاهَا الضَّنَكُ وَ الشَّيْبُ وَ الْهَرَمُ
كَاَنَّ بِهَا مَسُّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ
وَ الْجَسَدُ أَمْسَى يَابِسَاً كَأَنَّهُ صَنَمُ
هِيَ الدُّنْيَا لَنَا فِيهَا شُؤُونٌ وَ حَبْلُ
اللَّهَ أَكْرَمُ مَا يُرْجَى وَ يُعْتَصَمُ
أَلَا لَيْتَ شِعْرِي مَنْ يَلْأمُ جُرْحَاً
و الْجُرْحُ نَزْفُهُ صَدِيدٌ وَ دَمُ
لِي فُؤَادٌ دِينُهُ دِينُ مُحَمَّدٍ
خَيْرُ الْوَرَى وَ نَبِيٌ مُعَظَّمُ
الْقُرْآنُ كِتَابهُ وَ الْخَيْرُ سُنَّتهُ
شَرْعٌ مَنْ اللَّهِ الْعَلِيِّ مُحْكَمُ
مَا خَامَرَ الْإِيمَانُ قَلْبَ إمرء
إلَّا كَانَ وَجْهُهُ ضاحكاً وَ الْفَمُ
مَسْرى الْرَّسُولِ يَتَفَطَّر باكياً
وَ الْحِجْرُ وَ الْمِحْرَابُ وَ الْحَرَمُ
نَشْتَاقُ إلَى صَلَاةٍ فِي رِحَابِهِ
شَوْقُ الْفَتَى الْعَلِيلِ الْمُتَيَّمُ
الْأَقْصَى يَصْرُخ باكياً، فَلَا
حَيَاةٌ كَأَنّنَا سَرَابٌ كَأَنّنَا عَدَمُ
طُفُولَةٌ قَدْ شَابَتْ ذَوَائِبُهَا
وَهَنَ الْعَظْمُ وَ خارَتْ بِنَا الْهِمَمُ
إذَا الْأَجَلُ دَنَا فَلَا دَمْعٌ
يَكْفِي وَ لَا حَسْرَةٌ وَ لَا نَدَمُ
وَ مَا عَادَ لِلدُّنْيَا بَقَاء
وَ لَا غَدٌ آتٍ وَ لَا حُلُمُ
سَكَرَاتِ الْمَوْتِ دَانِيَة فَلَا
عِطْرٌ وَ لَا عَنْبَرٌ وَ لَا عَنْدَمُ
الرُوحُ سَتَرْحَلُ إلَى بَارِئِهَا
فَلا خَوْفٌ وَ لَا وَجَلٌ وَ لَا أَلَمُ
وَحِيدَاً فِي حُفْرَةٍ تَكُنْ فَلَا
صَحْبٌ وَ لَا خِلَّانٌ وَ لَا نِعَمُ
وَ لَا هَمًّاً أَنْتَ تَحْمِلُهُ وَ لَا
ضَنَكٌ وَ لَا كَدَرٌ وَ لَا سَقَمُ
ان زَمَنُ الشَّبَابِ مَضَى
فَلَا حِكَمٌ وَ لَا مِدَادٌ وَ لَا قَلَمُ
وَ الرَّأْسُ غَدَا بَيَاضَاً، ضَعُفَ
الْبَصَرُ وَ الْسَّمْعُ وَ وَهَنَ الْعَظْمُ
ألَا إنَّ الْإِنْسَانَ عَمَلٌ صَالِحٌ
تُزَيِّنُهُ الْأَخْلَاقُ وَ الْقَوْلُ وَ الشِّيَمُ
مَا ضَرَّهُ - إنْ كَانَ مُؤْمِنَاً -
عُسْرٌ وَ لَا حُلْكَةٌ وَ لَا ظُلَمُ
الْمَوْتُ كَأْسٌ الْكُلّ شَارِبُهُ فَلَا
نَجَا جِنٌّ وَ لَا عَرَبٌ وَ لَا عَجَمُ
لَرُبَّمَا يَأْتِيكَ فَرَحٌ مُقَدَّرٌ
وَ تَغِيبُ الْفِتَنُ وَ الْوَيْلَاتُ وَ الْأَلَمُ
فَثِقْ بِاَلَّذِي أَعْطَاكَ قَلْبَاً نَابِضَاً
تَطِيبُ دُنْيَاكَ وَ النِّعَمُ تَزْدَحِمُ
الطَّمَعُ فِي الدِّينِ وَ لَيْسَ بِغَيْرِه
فَانْهَلْ مِنْهُ تَخْضَعْ لَكَ الْقِمَمُ
لَا خَيْرَ فِيكَ وَ فِي عَمَلٍ إنْ
لَمْ تُزَيِّنُكَ الْأَخْلَاقُ وَ الْشِّيَمُ
زَيِّنْ حُرُوفَ الْقَصِيدِ بِالْخَيْرِ
عَبَقُ الرَّوَائِح مِنْهَا وَ الْبَلْسَمُ
فَإِنْ ضَاقَت عَلَيْكَ الْأَرْضُ
فَلَا تَقْبَلْ غَيْرَ الدِّينِ مُلْتَزَمُ
فِي الصَّلَاةِ مَا يُغْنِيكَ عَنْهَا
فَكُنْ فِي صَلَاتِكَ مُحْتَشِمُ
شِفَاء فِيهَا أَنْ شَكَوْتَ وَجَعَاً
مِنْهَا رَحِيقٌ وَ الدَّاء بِهَا يَتَقَزَّمُ
إرْضِ رَبَّكُ وَ أُرْجُ عَفْوَهُ
تَدَيِنُ لَك مِنْ نِعْمَتِهِ الْأَنْجُمُ
خَيْرُ الْوَرَى، صَلِّ عَلَيْهِ بُكْرَةً
وَ عَشِيَّةً وَجْهُهُ نُورٌ وَ فَمُهُ اَلْأَبْسَمُ
الْعَيْنُ تَبْكِي وَ الْقَلْبُ يَهْفُو لَهُ
وَ الْزَهْرُ وَ الأوْراقُ وَ الْمَبْسَمُ
وَجْهُهُ نُورٌ وَ ضِيَاء وَ رَحْمَةٌ
وَ الْعَيْنُ حَوْرَاء جَمَالُهَا مُفْعَمُ
جَمَعْتُ قَوَافِي لُغَتِي لِأَجْلِه
وَ مَا تَمَّتْ فَضَائِلُهُ وَ الشِّيَمُ
فِي حُبِّ طَه لَنَا شَرِيعَةً
وَ فِي أُخْتِهِ الْعَذْرَاء مَرْيَمُ
الْمَسِيحُ أَخْبَرَ عَنْ مُحَمَّدٍ
وَ أَنَّهُ بِخَتْمِ النُّبُوَّةِ مُخْتَتَمُ
لِي فُؤَادٌ دِينُهُ دِينُ مُحَمَّدٍ
خَيْرَ الْوَرَى وَ نَبِيُّ مُعَظَّمُ
إذَا الْقُلُوبُ تَوَكَّلَتْ مَا ضَرَّهَا
طَاعُونٌ وَ لَا دَاءٌ وَ لَا سَقَمُ
فَعِشْ بِقَلْبٍ يَرَى لُطْفَ خَالِقُهُ
وَ كُنْ بِحَبْلٍ مَعَ اللَّهِ مُعْتَصِمُ
فِي رَحْمَتِهِ أَبْوَابٌ مُجَنَّحَةٌ
تُؤوي الْقُلُوبَ وَ الْجُرْحُ يَلْتَئِمُ
أَبْشِرُوا سَتَنْهَمِرُ الْعَطَايَا وَ إِنْ
قَامَ عَلَى الْأَرْضِ مَأتمُ
وَ تَفَاءلوا فَأَنْتُمْ فِي مُلْكِهِ
جَزِيلُ الْعَطَايَا مِنْهُ عَرَمْرَمُ
فتَجَمَّلْوا بِفَضَائِلَ مِنْهَا جَمَّةٌ
وَ الْجَمَالُ فِي آيَاتِه يُتَرْجَمُ
سَيَأْتِي الصَّبَّاحُ بِالنُّور مبتسماً
وَ تَزُولُ الْأَوْجَاعُ وَ الْآلَامُ وَ الْغِمَمُ
وَ شَمْسُ التَّفَاؤُلِ سَتُرْخِيْ بَهْجَتَهَا
وَ تَزُولُ عَتْمَةُ دُجَى اللَّيْلِ وَ الظُلَمُ
أَتَى الْبَلَاء تَمْحِيصَاً وَ تَذْكِرَةً
وَ بَلَاء اللَّهِ فِيهِ الْفَضْلُ وَ النِّعَمُ
كَسْرٌ لِلصَّلِيبِ وَ لِلْخِنْزِيرِ مَوْتٌ
فَلَا خَمْرٌ وَ لَا رِبَا وَ لا حَنْتَمُ
فدَعْ عَنْكَ حِقْدا إنَّ فِيهِ حِطَّةٌ
وَ الْقَلْبُ الْأَسْوَدُ لَا يَقِفُ لَهُ قَزَمُ
ألا إنَّ الْإِنْسَانَ عَمَلٌ صَالِحٌ
تُزَيِّنُهُ الْأَخْلَاقُ وَ الشِّيَمُ
إذَا مَا الذَّنْبُ وافاهُ اعْتِذَارٌ
فَاصْفَحْ ، فَبِالْصَفْحِ تَبْرَأُ الذِّمَمُ
وَ إِنْ مَلَأْتَ الْقَلْبَ حِقْدَاً فَلَا
صَحْبٌ يَبْقَى وَ لَا رَحِمُ
فَاهْجُرْ مَنْ قَلْبُهُ أَعْمَى و اهْجُرْ
مَنْ فَمُهُ عَنِ الْحَقِّ أَبْكَمُ
إِنَّكَ لَنْ تُسْمِعَ لَوْ نَادَيْتَ حَيَّاً
إِنَّكَ لَنْ تُسْمِعَ مَنْ بِهِ صَمَمُ
النَّفْسُ مِنْ خَيْرَهَا فِي كُلِّ عَافِيَةٍ
وَ النَّفْسُ مِنْ شَرِّهَا مَالُهَا الْوَخَمُ