في طفولتي، كانت ضواحي الجزائر العاصمة محاضن طبيعية للأشجار و الأزهار و الطيور و كانت النزهة المبرمجة في آخر الأسبوع رحلة متعة و فرحة لا يماثلها شيء آخر في مخيلتنا.
اليوم، إنحسرت المساحات الخضراء و أصبح الإسمنت السمة الغالبة، أينما تقابلنا حقول يحدها فورا علي بعض أطرافها مجمعات سكنية لا تعيش في تناسق مع محيطها الطبيعي.
نحن في عز الصيف و الحرائق مندلعة هنا و هناك، و إرتفاع الحرارة يلقي بالناس في البحر و قلما نخصص وقت للحفاظ علي جنتنا الخضراء من غابات و مروج و سهول و مرتفعات. قلما نعلم ابناءنا قيمة الشجرة و كيف يتوجب علينا إحترام نموها و وجودها بيننا، فجل الناس نتاج بيئة إسمنتية. نحن نعيش علي وقع التغيرات المناخية و هذا لوحده كفيل بأن ينمي فينا الحرص علي الطبيعة، لنتخيل عالم بدون اشجار، بدون خضرة، كيف ستكون حياتنا ؟
علي عاتق المدرسة و المسجد و النوادي الرياضية و دور الشباب و الأسر تقع مسؤولية تحسيس الأطفال بوجوب الحمد و الشكر علي نعمة الإخضرار و تلقينهم مباديء الحفاظ علي الثروة الغابية و عدم التلاعب بمصير الأجيال القادمة.
و لا مناص من ربط الصغير بمحيطه الطبيعي عبر جولات و نزهات أو صون ما حوله من نباتات و كائنات طبيعية تضفي علي حياتنا جمال و راحة نفسية لا تقدر بثمن.