قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

Wednesday, 14 May 2014 08:06

أفراح الرّوح 4 (شيء من سعة الصّدر)

Written by  الأستاذ سيد قطب رحمه الله
Rate this item
(0 votes)

{{عندما نلمس الجانب الطيّب في نفوس النّاس، نجد أن هناك خيرا كثيرا، قد لا تراه العيون لأول وهلة}


{{سيّد قطب }}

 الخير مبثوث في كل زوايا الحياة، في قلوب النّاس و في أعماق البحار، في آفاق الفضاء الرحب، و في مخابيء الرّزق و معابر الانهار، في اخضرار الأرض بعد انهمار المطر، و في اهتزاز التربة بالحياة  بعد الارتواء، انّها الحياة بكل مافيها من صرخات الميلاد و حشرجات النهاية، و لكنّها تظلّ أبدا هي الحياة، بكل ما فيها من خير قابل للزيادة لو أردنا، و من شرّ قابل للاضمحلال لو أردنا.
هذا الخير القابل للنموّ و الازدياد مكمنه في سويداء قلوب البشر، و ظاهره في سلوكهم، و ترجمته في عقائدهم، فالخير موجود حقّا في نفوس البشر، و لكنّه يحتاج لتلك المبادرة الحانية، و المشاعر الدافئة، لينطلق معبّرا عن ذاته و وجوده، و أثره و تأثيره في النّاس و الحياة و الكون و التطور و الابداع الإنسانيّ الرّحيم، المتفاعل مع مصلحة الإنسان و آدميته و كرامته.
عندما تتآلف القلوب الطيّبة، و تتنافس الأيدي المخلصة في صنع الحياة الكريمة، و تنحاز العقول المبدعة الى مبدأ حقّ الحياة الطيبة للجميع، عندها تبدأ مسيرة العمل المنطلق من الايمان بخالق الحياة و بارئها العظيم، مقدّرة له سبحانه هذا العطاء الكريم، من حرّية التفكير و رحابة الميدان، و روعة الوجود، و عظمة الدقّة و انتفاء التفاوت في خلق الرحمن جل و علا، فتظهر بذرة الخير في تلك النفوس العطشى للعطاء، الظمأى للعلم و المعرفة، و تورق شجرة الخير في القلوب الرّحيمة، و هي تمدّ فروعها الوارفة الظلال، لتبسط خيرها و فيضها و نداها على البائسين، و تمدّ يد العون في كل مجالات الحياة ،بدأ من السعي الدؤوب لاخراج العقول من و حول الشرك و الضلال و عتمة الكفر  و الفسوق، مرورا بالسعي الى تأصيل فكرة العمل و الجد ّو الكسب الحلال، و فرضيّة العلم و العمل به، و التوقّف المستمرّ المتفقّد لحال البشرية و ضعفها، و الأخذ بيدها الى شاطيء الامن و الامان و الهداية.
الخير بذرة إلهية اختصّ بهاسبحانه  الصالحين المصلحين، الراحمين المشفقين، الذين حملوا على عاتقهم إيقاظ هذه البذرة الطيبة في النّفوس، و خاصّة تلك  التي ظنّ حتّى أصحابها أنّها لم توجد أو أنها لم تعد موجودة في اعماقهم، و هم يهيلون عليها أكوام السراب الخادع، و الانحراف القسري او الإختياري، و الاستهتار بالقيم الإنسانية و التشريعات الربانية، و السلوكيات الحضارية، فاذا هم يكتشفون ذواتهم الخيّرة  على أيدي هؤلاء الدعا ة المخلصين، الذين لم يسمحوا لذنوب الآخرين و عدوانيتهم، واستخفافهم بكل ماهو خيّر و جميل، أن تقف حائلا بينهم و بين تقويمهم و إصلاحهم، فاستوعبوهم برحابة صدر، و أناة و صبر، متوّجة كلّها بتاج المحبّة الأخوية الصادق، و منطلقة من دعوة الله الواسعة الرحبة، الودودة الملهمة، فإذا الرّكام  الثقيل يحول غبارا متطايرا الى عنان الفضاء، و إذا الأقفال الوهمية تتكسّر جذاذا، و اذا الإستهتار و العداء و الانحراف سيرة قديمة، لا تفتح الا في لحظات الاختلاء بالله سبحانه طلبا للغفران و الرضى، كلّ ذلك التغيير الإيجابي  في النفوس يجري بتوفيق الله و رعايته لتلك الخطوات التي يمشيها اولئك الطيبون، الذين لم يتعالوا و لم يترفعوا عن التعامل مع المذنبين، الذين حكم عليهم  البعض بأنهم اشرار، و ظلت هذه الصفة لصيقة بهم حتى تلقّفتهم  تلك الأكف المؤمنة بحر
يتهم، فاذا هم يبرزون مكامن الخير فيهم و سيل العطاء الغزير في أكفهم، يمنحون الثقة لغيرهم، و يحصدونها برّا و ثقة و حبّا و عطاء، ذلك لان من الفهم الصحيح لرسالة الدعاة الى الله، أّن لا يبخلوا بجهدهم و حنانهم و توجيههم و تذكيرهم على فئة من النّاس، حرمت الفرصة في ان تكون بناءة و صالحة، فظنّ البعض أنّهم خيرا منهم، فالخير مبثوث في كل زوايا الحياة، و علينا أن نبحث عنه باخلاص و مودة و احتساب و سعة صدر بلا حدود {و لئن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النّعم }

Read 1440 times Last modified on Tuesday, 07 July 2015 12:42

Add comment


Security code
Refresh

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab