(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
Print this page
Thursday, 11 December 2014 07:32

ورثة الأنبياء

Written by  الأستاذة رقية القضاة من الأردن الشقيق
Rate this item
(0 votes)

حين يتطاول الانتربول على علماء الأمة، و بمباركة من بعض الحكام الذين لا يراعون حق الله و لا حق شعوبهم، و حين يطارد عالم الأمة و مجدد الفقه و شيخ الوسطية  إمامنا الشيخ الجليل يوسف القرضاوي، لأنه قال كلمة حق في وجه فرعون جائر، حرق شعبه و سجن رئيسه الشرعي، و اعتقل الحرائر و كسر شوكة جيشه، و اسقط هيبته، و أطمع اليهود في ارض النيل، و أحال مصر إلى سجن كبير للفكر و الرأي و الأحرار. 

فنقول لأولئك الذين يصولون و يجولون في حمى الأمة، و قد نسوا سنة الله في الأمم الخالية {أن الأرض يرثها عبادي الصالحون}.

فالحمد لله الذي أكرمنا بخير الرسل و إمام الأنبياء سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم، و بخير شريعة و أعدل منهج شريعة الإسلام السمحة، و تعهد ببقائها و حفظ كتابها الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه، و قيّض لهذه الملة السمحاء من يقوم على نشرها و العمل على إبقائها متوهجة فاعلة حية في القلوب و الضمائر و السلوك فجعل العلماء ورثة الأنبياء و حملهم أمانة نشرها و التجديد فيها و العمل الدائب على  إبقاء أحكامها و تشريعاتها فاعلة هادية سهلة ميسرة واضحة عادلة  كما أرادها الله جل شأنه و كما تركها لنا الحبيب المصطفى صلى الله عليه و سلم ليلها كنهارها.

فلعلماء آمتنا المخلصين العاملين الذين أقاموا من أنفسهم حراسا لدين الله حفظة لمنهاجه و شرعته حافظين لعهد نبيهم أن يبلغوا عنه ما بلغهم بكل أمانة و إخلاص فلهم نتوجه بخالص التقدير و وافر الإجلال و عظيم العرفان و صادق الدعاء لرب العزة أن لايضيع عملهم و أن يتقبل منهم و أن ينفعنا و سائر أهل الملة بعلمهم و جهدهم، و حريّ بنا أن نجعلهم في المكانة اللائقة بهم من الإحترام و التقدير، و اتباع المشورة و الفتوى، و التزام التوجيه، و الذود عن كرامتهم و تسفيه من إنتقص من حقهم أو حاول إسقاط هيبتهم  فهم الموقعين عن ربنا المتكلمين بلسان رسولنا القائمين على هدايتنا و إرشادنا و لقد عرفنا نماذج كثيرة من هؤلاء العلماء الذين لم يلوثوا قلوبهم بحب الدنيا  الفانية فنجوا و نأوا بأنفسهم عن الضغائن و التحاسد و التنافس و التكالب على الجاه و المال و غيره من المهلكات.

أولئك هم أهل التقوى الذين الزمهم إياها ربهم فكانوا أحق بها و أهلها بمنه و فضله سبحانه و هم بذلك أحق الناس باعتلاء منابر التوجيه و قيادة مدارس الفكر و هم أهل الرأي و المشورة كلما حزب الأمة أمر أو  طرقتها نازلة و هم الذين ينبغي أن يقدموا على غيرهم في ذلك لا أن توضع أمامهم العراقيل التي تمنعهم من القيام بما كلفهم به ربهم من تبيان لأحكامه و أمر بالمعروف و نهي عن المنكر الذي يعد أعظم مهلكات الأمم و أجلبها لغضب الله كما أن القيام بحق الله في ذلك مدعاة لرضاه جل و علا و الذي هو غاية مأمول كل مؤمن يبتغي الفلاح لنفسه و لأمته ( و لتكن منكم أمة يدعون إلى الخير و يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر و أولئك هم المفلحون

و عرفنا أولئك الذين لم تخط أيديهم فتوى واحدة يرضون بها الناس بسخط الله و لم تتحرك ألسنتهم بكلمة يحطون بها من شأن أقرانهم لمخالفتهم إياهم في رأي أو فتوى و عرفنا و سمعنا عن الكثيرين من الأفاضل العاملين الذين يرأسون أو يشاركون في العشرات من المؤتمرات و المؤسسات و الهيئات العاملة على نشر و نصرة و إيضاح دين الله و الدفاع عن بيضة الدين و حياض الأمة و مقدساتها و نصرة مستضعفيها و مجاهديها أو يتصدون لأولئك المارقين أو الفاسقين المضللين المعادين لشرعة الله و أهلها  لا يقعدهم عن ذلك مرض و لا كبر سن و لا تعب و لا مخمصة يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيها أقرب  فوعينا الأخطار المحدقة بأمتنا و أدركنا مخططات أعداءنا من مستشرقين و مستغربين و تجنبنا  خطأ المغالاة و التنطع و التشدد في الدين فتفيأنا ظلال اليسر و الرحمة و الإعتدال بفضلهم بعد الله.

و لكم تأثرنا ورقت قلوبنا و شحذت هممنا و نشطت خطانا في الدعوة إلى الله و نحن نتتبع كلمات أولئك المخلصين الذين إعتلوا المنابر فأبدعوا و نثروا علينا درر الكلام و لآليء الحكم و جواهر العظات  فأهتزت القلوب لكلمات الله و هم يسكبونها في أعماقنا فأنشرحت لها الصدور و تسابقت الدموع من رقة الوعظ و بلاغة القول و صدق الإحساس .

و لا نقلل من دور أولئك العلماء حفظة كتاب الله الذين وقفوا حياتهم على تعليم كتاب الله و تربية النفوس على هداه  فغدت بها محلقة في فضاءات الروح الرحبة سابحة في نهر التلاوة العذب الرائق حاملة مع نبضات القلوب الطاهرة إيقاع الحياة الكريمة لكل ساع إليها و قد أدركوا أن هذا الكتاب العظيم هو سر بقاء الأمة و تميزها و روح حضارتها و حصن أخلاقها و مصدر إشعاعها و منطلق عودتها إلى الصدارة بين الأمم.

لقد عر فنا هؤلاء و سمعنا و قرأنا عنهم ما جعلهم محل ثقة أهل الإيمان و الصلاح في هذه الأمة  ينزلونهم أرفع منزلة يتبعون توجيهاتهم و يستنيرون بمصابيح علمهم و على رأسهم شيخنا الجليل القرضاوي الذي استخفه فرعون مصر و أغراه بلاحقته بسفه و غرور.

اللهم احفظ علماءنا و أبقهم منائر هدى و منابر حق و ثبتهم على الحق و أجر الحق على ألسنتهم و أجعله في قلوبهم  اللهم و اجزهم عنا خير الجزاء.

Read 1460 times Last modified on Wednesday, 08 July 2015 09:32