قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الخميس, 11 كانون1/ديسمبر 2014 07:32

ورثة الأنبياء

كتبه  الأستاذة رقية القضاة من الأردن الشقيق
قيم الموضوع
(0 أصوات)

حين يتطاول الانتربول على علماء الأمة، و بمباركة من بعض الحكام الذين لا يراعون حق الله و لا حق شعوبهم، و حين يطارد عالم الأمة و مجدد الفقه و شيخ الوسطية  إمامنا الشيخ الجليل يوسف القرضاوي، لأنه قال كلمة حق في وجه فرعون جائر، حرق شعبه و سجن رئيسه الشرعي، و اعتقل الحرائر و كسر شوكة جيشه، و اسقط هيبته، و أطمع اليهود في ارض النيل، و أحال مصر إلى سجن كبير للفكر و الرأي و الأحرار. 

فنقول لأولئك الذين يصولون و يجولون في حمى الأمة، و قد نسوا سنة الله في الأمم الخالية {أن الأرض يرثها عبادي الصالحون}.

فالحمد لله الذي أكرمنا بخير الرسل و إمام الأنبياء سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم، و بخير شريعة و أعدل منهج شريعة الإسلام السمحة، و تعهد ببقائها و حفظ كتابها الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه، و قيّض لهذه الملة السمحاء من يقوم على نشرها و العمل على إبقائها متوهجة فاعلة حية في القلوب و الضمائر و السلوك فجعل العلماء ورثة الأنبياء و حملهم أمانة نشرها و التجديد فيها و العمل الدائب على  إبقاء أحكامها و تشريعاتها فاعلة هادية سهلة ميسرة واضحة عادلة  كما أرادها الله جل شأنه و كما تركها لنا الحبيب المصطفى صلى الله عليه و سلم ليلها كنهارها.

فلعلماء آمتنا المخلصين العاملين الذين أقاموا من أنفسهم حراسا لدين الله حفظة لمنهاجه و شرعته حافظين لعهد نبيهم أن يبلغوا عنه ما بلغهم بكل أمانة و إخلاص فلهم نتوجه بخالص التقدير و وافر الإجلال و عظيم العرفان و صادق الدعاء لرب العزة أن لايضيع عملهم و أن يتقبل منهم و أن ينفعنا و سائر أهل الملة بعلمهم و جهدهم، و حريّ بنا أن نجعلهم في المكانة اللائقة بهم من الإحترام و التقدير، و اتباع المشورة و الفتوى، و التزام التوجيه، و الذود عن كرامتهم و تسفيه من إنتقص من حقهم أو حاول إسقاط هيبتهم  فهم الموقعين عن ربنا المتكلمين بلسان رسولنا القائمين على هدايتنا و إرشادنا و لقد عرفنا نماذج كثيرة من هؤلاء العلماء الذين لم يلوثوا قلوبهم بحب الدنيا  الفانية فنجوا و نأوا بأنفسهم عن الضغائن و التحاسد و التنافس و التكالب على الجاه و المال و غيره من المهلكات.

أولئك هم أهل التقوى الذين الزمهم إياها ربهم فكانوا أحق بها و أهلها بمنه و فضله سبحانه و هم بذلك أحق الناس باعتلاء منابر التوجيه و قيادة مدارس الفكر و هم أهل الرأي و المشورة كلما حزب الأمة أمر أو  طرقتها نازلة و هم الذين ينبغي أن يقدموا على غيرهم في ذلك لا أن توضع أمامهم العراقيل التي تمنعهم من القيام بما كلفهم به ربهم من تبيان لأحكامه و أمر بالمعروف و نهي عن المنكر الذي يعد أعظم مهلكات الأمم و أجلبها لغضب الله كما أن القيام بحق الله في ذلك مدعاة لرضاه جل و علا و الذي هو غاية مأمول كل مؤمن يبتغي الفلاح لنفسه و لأمته ( و لتكن منكم أمة يدعون إلى الخير و يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر و أولئك هم المفلحون

و عرفنا أولئك الذين لم تخط أيديهم فتوى واحدة يرضون بها الناس بسخط الله و لم تتحرك ألسنتهم بكلمة يحطون بها من شأن أقرانهم لمخالفتهم إياهم في رأي أو فتوى و عرفنا و سمعنا عن الكثيرين من الأفاضل العاملين الذين يرأسون أو يشاركون في العشرات من المؤتمرات و المؤسسات و الهيئات العاملة على نشر و نصرة و إيضاح دين الله و الدفاع عن بيضة الدين و حياض الأمة و مقدساتها و نصرة مستضعفيها و مجاهديها أو يتصدون لأولئك المارقين أو الفاسقين المضللين المعادين لشرعة الله و أهلها  لا يقعدهم عن ذلك مرض و لا كبر سن و لا تعب و لا مخمصة يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيها أقرب  فوعينا الأخطار المحدقة بأمتنا و أدركنا مخططات أعداءنا من مستشرقين و مستغربين و تجنبنا  خطأ المغالاة و التنطع و التشدد في الدين فتفيأنا ظلال اليسر و الرحمة و الإعتدال بفضلهم بعد الله.

و لكم تأثرنا ورقت قلوبنا و شحذت هممنا و نشطت خطانا في الدعوة إلى الله و نحن نتتبع كلمات أولئك المخلصين الذين إعتلوا المنابر فأبدعوا و نثروا علينا درر الكلام و لآليء الحكم و جواهر العظات  فأهتزت القلوب لكلمات الله و هم يسكبونها في أعماقنا فأنشرحت لها الصدور و تسابقت الدموع من رقة الوعظ و بلاغة القول و صدق الإحساس .

و لا نقلل من دور أولئك العلماء حفظة كتاب الله الذين وقفوا حياتهم على تعليم كتاب الله و تربية النفوس على هداه  فغدت بها محلقة في فضاءات الروح الرحبة سابحة في نهر التلاوة العذب الرائق حاملة مع نبضات القلوب الطاهرة إيقاع الحياة الكريمة لكل ساع إليها و قد أدركوا أن هذا الكتاب العظيم هو سر بقاء الأمة و تميزها و روح حضارتها و حصن أخلاقها و مصدر إشعاعها و منطلق عودتها إلى الصدارة بين الأمم.

لقد عر فنا هؤلاء و سمعنا و قرأنا عنهم ما جعلهم محل ثقة أهل الإيمان و الصلاح في هذه الأمة  ينزلونهم أرفع منزلة يتبعون توجيهاتهم و يستنيرون بمصابيح علمهم و على رأسهم شيخنا الجليل القرضاوي الذي استخفه فرعون مصر و أغراه بلاحقته بسفه و غرور.

اللهم احفظ علماءنا و أبقهم منائر هدى و منابر حق و ثبتهم على الحق و أجر الحق على ألسنتهم و أجعله في قلوبهم  اللهم و اجزهم عنا خير الجزاء.

قراءة 1436 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 08 تموز/يوليو 2015 09:32

أضف تعليق


كود امني
تحديث