قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

Thursday, 19 November 2015 08:33

قال ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين

Written by  الأستاذ محمد بن ابراهيم
Rate this item
(0 votes)

كثر في الآونة الأخيرة القيل و القال  حول المنظومة التربوية التي أختلط فيها الحابل بالنابل و هذا باتباعنا لهوى النفس  الأمارة بالسوء التي وجد ابليس اللعين و أتباعه من شياطين الجن و الانس  أرضية خصبة لإبعاد بني آدم عن الطريق السوي طريق الحق و الرشاد و الهدى، فوجدنا أنفسنا بعيدين عن المحجة البيضاء التي رسمها لنا خير الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم.

  فمنذ أن خلق الله عز و جل سيدنا آدم علمه الأسماء كلها حيث قال في محكم كتابه :و علم أدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء ان كنتم صادقين *قالوا سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا انك أنت العليم الحكيم *قال يأدم انبئهم بأسمائهم فلما أنبأهم بأسمائهم قال ألم أقل لكم أني أعلم غيب السموات و الأرض و اعلم ما تبدون و ماكنتم تكتمون* الآيات 31،32و33 من سورة البقرة .

فقد روىالبخاري و مسلمفي صحيحيهما عنأبي هريرةرضي الله عنه، و هذا لفظ البخاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:  ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه، كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء، هل تحسون فيها من جدعاء، ثم يقول أبو هريرة -رضي الله عنه- فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم.

بزمن ليس بالبعيد في فترة الرجل الشهم الأمير عبد القادر الذي أحسبه إنشاء الله من الأتباع الخيرين  لسيد الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم الذي كان في فترته جميع السكان يقرأون و يكتبون و لم يكن بينهم و لا أمي و هذا بشهادة الرحالة الألماني فلهام شيمبرا  حين زار الجزائر في ديسمبر 1831 م، يقول:" لقد بحثتُ قصدًا عن عربي واحد في الجزائر يجهل القراءة و الكتابة، غير أنّي لم أعثر عليه، في حين أنّي وجدت ذلك في بلدان جنوب أوروبا، فقلّما يصادف المرء هناك من يستطيع القراءة من بين أفراد الشعب".

 إن اتباعنا لأمور الدنيا الفانية و في غياب الكتاتيب القرآنية نشأ جيل لا يعرف في معظمه لا الكتابة و لا إتقان أية لغة في هذا السياق استحضرت طريفة قاتلة : طفلة في التاسعة من عمرها دخلت المنزل مسرعة و هي تقول لأهلها "واش هاذيك لي قدام الباب " و كررتها مرات عدة و الأهل في غمرتهم يعمهون و هم سكارى و ليس بسكارى و لكن الصمم و عمى القلوب  ......قالت الطفلة لوالديها و هي تصرخ بتكرار "واش هاذيك لي قدام الباب " قالو ا لها الجهيرة * بئر تقليدية ليست عميقة *، قالت لهم إن أخي الصغير سقط فيها ....ذهبوا مهرولين لكنهم وجدوا الطفل قد لفظ أنفاسه و سوف يسألون على قتله و عن إهمالهم عن عدم إحكام البئر بسياج و قفل .......

إن الدنيا استهوتنا و غرتنا بزخارفها و ألوانها فبدأنا نجني ثمار الشوك و الموت " موت العقول" فتخرج  في مجتمعنا جيل لا يهمه الكسب الحلال بل جمع الأموال و نسينا الآداب و الأخلاق والحشمة، التكلم بحكمة و الكلمة الطيبة ...... فتعليمنا للنشء لا يستند الى أية منهجية علمية مدروسة تلائم مجتمعنا المسلم فمنذ أن يكون الطفل صغيرا يبدأ في تعلم بعض الكلمات التي في معظمها تدخل ضمن اللهجة المحلية على سبيل المثال نجد الصبي يتعلم أربع كلمات تؤدي نفس المعنى كقوله لرغيف الخبز : بابا...بيز ...الكسرى ثم في نهاية المطاف الخبز و يتعلم بعدها إن أتيحت له الفرصة للتعلم  يتعلم الخبز باللغة الفرنسية و بريد باللغة الانجليزية .....إذن كدسنا للطفل معلومات لكلمات غير مستعملة و هي تشغل حيزا من دماغ الطفل، كما أن عدم تحفظينا لأبنائنا القرآن الكريم تقصيرا منا أدى الى هذا المستوى من الركاكة و الدناءة و هذا العيب لحق حتى الذين يدعون بأنهم حاصلين على شهادات جامعية عليا في ظل " عملية النسخ و اللصق المعروفة عند الجميع".

و ما لزماننا عيبٌ سوانا نعيب زماننا و العيب فينا
و لو نطق الزمان لنا هجانا و نهجو ذا الزمانَ بغير ذنبٍ
و يأكلُ بعضنا بعضاً عيانا و ليسَ الذئبُ يأكلُ لحمَ ذئبٍ

كما قال أحد الشعراء:

من خلال ما سبق الأمر صعب و يسير في آن واحد فلنرجع الى جادة الصواب بإرشادنا لأبنائنا و لأفراد مجتمعنا بدأ من أهلنا و ذوينا ، الجيران و الأحبة و لنكن هادفين في  كتاباتنا لكتبنا و مقالاتنا و تدخلاتنا  و كلامنا و تحدثنا مع الناس و لنصلح ما أمكن كل واحد منا اصلاحه، و لنوجه أبناءنا لقراءة القرآن و لو في المنزل و تخصيص جلسات قرآنية نتكلم فيها اللغة الفصحى مع أبنائنا   لمدة عشر دقائق أو أكثر مع إحضار النية الصادقة و الله الموفق.

Read 1607 times Last modified on Friday, 20 November 2015 10:38

Add comment


Security code
Refresh

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab