(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
طباعة
السبت, 25 كانون1/ديسمبر 2021 09:29

أعظم الناس توفيقا

كتبه  الأستاذة كريمة عمراوي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين و على آله و صحبه و بعد:

القيوم من أسماء الله الحسنى و هو الذي قام بنفسه و قامت به الخلائق، الوجود على قسمين: الأول واجب الوجود؛ و هو الذي وجد بنفسه؛ و هو الله الحي القيوم، و الثاني: ممكن الوجود؛ و هو الذي لا يترجح فيه لا الوجود و لا العدم بالنظر إلى ذاته.

الدهر ليس من أسماء الله تعالى لأنه اسم جامد، و أسماء الله تعالى مشتقة من صفة.

الصمد للشيء هو التوجه له، من أسماءه تعالى الصمد أي تصمد إليه الخلائق في حوائجها، أي تتوجه إليه في حوائجها، فكان صلى الله عليه و سلم لا يصمد إلى سترة ( عمود أو غيرة) و لكن يجعله على حاجبه الأيمن أو حاجبه الأيسر، و لا يجعله بين عينيه.

إذا اعتقد الإنسان أنه قادر قوي، فهذا أول الخذلان، يجب أن يستحضر في كل شأنه أنه ضعيف إلاّ بتوفيق الله عزّ و جل.

جماع الخير هو الاستعانة بالله تعالى في طلب الآخرة و الدنيا، الاستعانة جماع الخير في كل ما يطلب، قال صلى الله عليه و سلم:" ليسأل أحدكم ربه حاجته كلها، حتى شسع نعله إذا انقطع فإنه إن لم ييسره لم يتيسر" و قال :"و اسألوا الله من فضله"

أفضل الناس في هذه الأمور من طلبها من الله، الخالق يقدر، و المخلوق لا يقدر إلاّ بما أعطاه الله من القدرة، و الخالق يعلم و المخلوق لا يعلم إلاّ بما أعطاه الله تعالى من العلم لهذا قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:(تعلم و لا أعلم و تقدر و لا أقدر )في دعاء الاستخارة، من استعان بالله تعالى في علمه و قدرته و في جميع أعماله وفقه، و من اعتمد على قدرته و في جميع أحواله هلك و لهذا قال ابن تيمية:" أوتوا ذكاءا و لم يوتوا زكاءا" في الفلاسفة، كذلك المرأة التي قيل لها فلان أوجد ألف دليل على وجود الله قالت:" لم يفعل شيئا كل ما تقع عليه العين من المخلوقات دليل على وجوده"، المقصود أن الذكاء لا يكفي، و أن القوة في البدن لا تكفي، تجد أعظم الناس توفيقا في أمورهم في الدنيا و الآخرة، هم أهل التوكل، و الاستعانة، و تجد أعظم الناس خذلانا هم من يعتمد على حوله و قوته.

لا ينال ما عند الله عزّ و جل إلاّ بكمال الذل و الخضوع له عزّ و جل، فمن كان لله أعبد و أذل كان عند الله أعز فسبحان الخالق.

"اغتر أصحاب الجنة أي البستان الذين كانوا فيها شركاء، و قصّ علينا الله تعالى خبرهم في سورة القلم:( إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة إذ أقسموا ليصرمنها مصبحين. و لا يستثنون. فطاف عليها طائف من ربك و هم نائمون)17.18.19 القلم.

حين أينعت أشجارها، و زهت ثمارها، و آن وقت صرامها، و جزموا أنها في أيديهم و طوع أمرهم، و أنه ليس ثمّ مانع يمنعهم منها، و لهذا أقسموا و حلفوا من غير استثناء، أنهم سيصرمنها أي يجذونها مصبحين، و لم يدروا أن الله بالمرصاد، و انّ العذاب سيخلفهم عليها، و يبادرهم إليها(فأصبحت كالصريم) أي كالليل المظلم، و ذهبت الأشجار و الثمار، هذا و هم لا يشعرون بهذا الواقع الملم، و لهذا تنادوا فيما بينهم، لمّا أصبحوا يقول بعضهم لبعض ( أن اغدوا على حرثكم ان كنتم صارمين فانطلقوا)قاصدين إياها ( وهم يتخافتون) فيما بينهم بمنع بينهم بمنع حق الله تعالى، يقولون:(لا يدخلنها اليوم عليكم مسكين) أي بكروا قبل انتشار الناس، و تواصوا مع ذلك بمنع الفقراء و المساكين، و من شدة حرصهم و بخلهم، أنهم يتخافتون بهذا الكلام مخافتة، خوفا أن يسمعهم أحد فيخبر الفقراء،( و غدوا) في هذه الحالة الشنيعة، و القسوة و عدم الرحمة ( على حرد قادرين) على إمساك و منع لحق الله، جازمين بقدرتهم عليها ( فلما رأوها ) على الوصف الذي ذكرك الصريم ( قالوا ) من الحيرة و الانزعاج( إنّا لضالون) أي تائهون عنها، لعلها غيرها، فلما تحققوها و رجعت إليهم عقولهم قالو:( بل نحن محرومون)منها فعرفوا حينئذ، أنها عقوبة، (قال أوسطهم ) أي أعدلهم و أحسنهم طريقة ( ألم أقل لكم لولا تسبحون) أي تنزهون الله بما لا يليق به و من ذلك ظنكم أنّ قدرتكم مستقلة، فلو استثنيتم و قلتم" إن شاء الله" و جعلتم مشيئتكم تابعة لمشيئته ما جرى عليكم ما جرى.

( قالوا سبحان ربنا إنّا كنا ظالمين) أي استدركوا بعد ذلك، لكن بعد أن وقع على جنتهم العذاب الذي لا يرفع و لكن لعلّ تسبيحهم هذا و إقرارهم على أنفسهم بالظلم ينفعهم في تخفيف الإثم و يكون توبة، و لهذا ندموا ندامة عظيمة ؛ ( فأقبل بعضهم على بعض يتلاومون) فيما أجروه و فعلوه ( قالوا يا ويلنا إنّا كنا طاغين) أيي متجاوزين للحد في حق الله و حق عباده ( عسى ربنا أن يبدلنا خيرا منها إنّ إلى ربنا راغبون) فهم رجوا الله أن يبدلهم خيرا منها، و وعدوا أنهم سيرغبون إلى الله، و يلحون عليه في الدنيا، فإن كانوا كما قالوا فالظاهر أن الله أبدلهم في الدنيا خيرا منها، لأن من دعا الله صادقا، و رغب إليه، و رجاه أعطاه سؤله".1

هذا و الله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.

1تفسير السعدي

قراءة 679 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 29 كانون1/ديسمبر 2021 09:25