قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

Wednesday, 18 June 2014 12:03

خلوة مع القرآن....خلوة في رمضان!! الجزء الثاني

Written by  الأستاذة سارة بنت محمد حسن
Rate this item
(0 votes)

وللعلم طغيان لا يمحوه إلا الاجتهاد العبادة!*



كما ذكرتُ فإنه مما يفترض أن لنا عام كامل نطلب العلم، و العلم له طغيان
قال يوسف بن الحسين:" في الدنيا طغيانان طغيان العلم و طغيان المال، و الذي ينجيك من طغيان العلم العبادة، و الذي ينجيك من طغيان المال الزهد فيه"

فنحن مقبلون على رمضان و نريد أن نعمل عملا يزيل الله به أمراض قلوبنا
فهذا أوان غسل القلب من طغيان العلم
كما أن هذا أوان غسل القلب من طغيان المال!!
فيجلو القلب في رمضان بكثرة التعبد و طول القيام و كثرة التلاوة ....
و يجلو القلب في رمضان بقصر النظر عن متع الحياة الزائلة...
فقط إذا استدعيناه ليحضر معنا كل ذلك!
فتعال أيها القلب 
هذا أوان حضورك، تعال و تمتع بالعبادة 
تعال و ناج ربك و اسجد بين يديه سجدة لا ترفع بعدها رأسك**
يقول حفص ابن حميد دخلت على داود الطائي أسأله عن مسألة و كان كريما فقال:" أرأيت المحارب إذا أراد أن يلقى الحرب؟ أليس يجمع آلته؟؟ فإذا أفنى عمره في الآلة فمتى يحارب؟؟إن العلم آله فإذا أفنى عمره في جمعه فمتى يعمل؟؟"

فالآن لنا عام نجمع الآلة و هذا شهر رمضان قد أقبل فاستخدم فيه ما جمعته من العلم في العمل!
---------
* كل ما ذكر من نقول عن السلف فهو من الكتاب الممتع اقتضاء العلم العمل.
**من كلمات ابن القيم بتصرف

تناقض!!
تناقض!


أيا أختنا ما هذا التناقض؟؟؟!
تارة تحثيننا على العبادة و التلاوة و الصلاة و كثرتها و خلوة و مناجاة...!
و تارة تقولين لا رهبانية في الإسلام..أحسنوا إلى أزواجكم و أمهاتكم و أولادكم..لا تتركوا الدعوة و الأمر بالمعروف..استقبلوا أضيافكم بابتسامة و أحسنوا لهم!
فكيف اتفق هذا و ذاك أهي خلوة و عبادة أم خلطة و ضيافة؟؟!!!
فليت شعري ماذا أقول لهم : متى كانت الخلوة عن الخلق عزلة و متى كان الإسلام للخلق جفوة؟؟
و إنما كان مفتاح المسألة أن يقال: 
كل وقت ليس فيه واجب و لا مستحب راجح فبغير تردد هو وقت تلاوة و عبادة
و ملاك ذلك ألا يعجز و يستعن بالله على تقديم ما يحبه و يرضاه...و يتفقد محاب ربه لا هواه ......و ليحذر "أرأيت من اتخذ إلهه هواه"!
فهل زال التناقض أم لايزال لدينا عازل ناقد؟

رب اشفنا من النوم باليسير.

كان خُلُقُه القرآن"
خلوة مع القرآن تلاوة و عمل!!


قبل أن نتكلم على العمل و التلاوة اسمحوا لي بشيء من التقديم
جميعنا يعلم جيدا أن العبادة هي اسم جامع لكل ما يحبه الله تعالى و يرضاه من الأقوال و الأفعال الظاهرة و الباطنة
و أن الإيمان قول و عمل
قول القلب (أي التصديق) و عمله
و قول اللسان أي الإقرار بشهادة التوحيد (يشترك فيه القلب)
و عمل الجوارح و اللسان من صلاة و ذكر و دعاء و غير ذلك (يشترك فيه القلب)

فالقلب له قول وعمل و داخل في كل قول و عمل للسان و الجوارح

ففي هذا الشهر آن أوان استدعاء القلب أن احضر، هلم! هذه أعمالنا و طاعتنا فشارك فيها أيها القلب حتى تسجد لله سجدة لا ترفع منها رأسك
سجدة قلب خاضع محب لله 
سجدة قلب يعرف من هو ربه العظيم الكريم

هكذا يتعلم المرء كيف يرتقي بإيمانه حتى يجد لذة لا تعادلها لذة بجلاء قلبه حتى يصفو فيكون كالمرآة..
ثم لا ينتظر بعدها أن يشعر بهذه اللذة فقد سمت همته و سجد لله سجدة خاضع فهو يريد أن يكون حيث يحب أن يراه مولاة ..نال لذته أو لم ينلها.

نعود لتلاوة القرآن و العمل به في خلوتنا ..

يقول يونس بن ميسرة:"تقول الحكمة تبتغيني يا ابن آدم و أنت واجدني في حرفين : تعمل بخير ما تعلم و تذر شر ما تعلم"

و قد تحدثن عن جمع الآلة...و قد آن أوان العمل بهذه الآلة:

- ليتخيل كل منا لو جاهد في تطبيق قوله تعالى:" و إذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما" أي قولا يسلمون به من الإثم
أو قوله تعالى:" و الكاظمين الغيظ و العافين عن الناس و الله يحب المحسنين"
و قول النبي صلى الله عليه وسلم:" فإن سابك أحد أو جهل عليك فقل : إنيصائم ، إني صائم لا تساب و أنت صائم ، فإن سابك أحد فقل : إني صائم ، و إن كنت قائما فاجلس" صححه الألباني في صحيح الجامع

فهل تعلمنا طوال هذا العام تفسير آية و لو واحدة؟ شرح حديث؟
فهذا أوان العمل به...هذا أوان العمل به

و إن الوصية لو تركت لفضل علم لتركت لذلك منكم أيا أيها القراء
و لكنها تذكرة للغافل و معونة للعاقل

مما ينبغي العناية به في رمضان من العبادات


1- الفروض 
ففي الحديث القدسي: إن الله قال : من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب ، و ما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه ، و ما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته : كنت سمعه الذي يسمع به، و بصره الذي يبصر به، و يده التي يبطش بها، و رجله التي يمشي بها، و إن سألني لأعطينه، و لئن استعاذني لأعيذنه، و ما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن ، يكره الموت و أنا أكره مساءته" رواه البخاري

فأول ما ينبغي أن نعتني به في هذا  الشهر - بل في عامنا كله هي الفروض 
و على رأسها : الصلاة

فلا يحسن بنا أن تكون عنايتنا بالسنن و منها القيام أشد من العناية بالفرض 
فيصلي الرجل العشاء "سريعا" في البيت ليلحق الإمام في القيام!

أو تصلي المرأة العشاء بسرعة لكي تتمكن من طول القيام

بل أول ما ينبغي أن نحرص على الخشوع و إتمام الركوع و السجود فيه هو الصلاة المفروضة

2- إصلاح الوضوء و احتساب الأجر و استحضار تساقط السيئات مستشعرين نعمة الله علينا بهذه الطهارة فقد علمنا كيف نتطهر ليطهرنا و يتم نعمته علينا سبحانه و عز وجل ثم أخبرنا أنه يحب المتطهرين.

3- كثرة الاشتغال بالتسبيح لاسيما في الأوقات التي تعذر علينا فيها القراءة لأي ظرف،
و أول ذلك ما بعد الصلوات المكتوبة و أذكار الصباح و المساء و الأذكار الرواتب بصفة عامة

4- العمل بالآيات و الأحاديث المعروفة لا سيما في الحث على حسن الخلق

مثل:
-قوله صلى الله عليه و سلم:" لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا . و لا تؤمنوا حتى تحابوا . أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم ؟ أفشوا السلام بينكم" رواه مسلم

- تبسمك في وجه أخيك لك صدقة ، و أمرك بالمعروف و نهيك عن المنكر صدقة ، و إرشادك الرجل في أرض الضلال لك صدقة ، و إماطتك الأذى و الشوك و العظم عن الطريق لك صدقة، و إفراغك من دلوك في دلو أخيك لك صدقة ." صححه الألباني في صحيح الترغيب

- أيها الناس أفشوا السلام ، و أطعموا الطعام ، و صلوا الأرحام، و صلوا بالليل و الناس نيام ، تدخلوا الجنة بسلام" صححه الألباني في صحيح الترغيب

- أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه و سلم : أوصني ، قال : ( لا تغضب ) . فردد مرارا ، قال : ( لا تغضب ) . رواه البخاري

يا الله! كم نسينا هذا الخلق، فطفقنا نغضب لأنفسنا زاعمين أن غضبنا لله!
أما آن الأوان أن نترك الغضب المذموم عموما و الغضب للنفس خصوصا؟؟؟

- ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان : أن يكون الله و رسوله أحب إليه مما سواهما ، و أن يحب المرء لا يحبه إلا لله ، و أن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار" رواه البخاري و مسلم

- و الله لا يؤمن و الله لا يؤمن و الله لا يؤمن قالوا و ما ذاك يا رسول الله قال الجار لا يأمن جاره بوائقه قالوا يا رسول الله و ما بوائقه قال شره" صححه الألباني في صحيح الترغيب 

- لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه" رواه البخاري و مسلم

- ليس الصيام من الأكل و الشرب ، إنما الصيام من اللغو و الرفث ، فإن سابك أحد أو جهل عليك فقل : إني صائم ، إني صائم لا تساب و أنت صائم ، فإن سابك أحد فقل : إني صائم ، و إن كنت قائما فاجلس" صحيح الترغيب

وغير ذلك من الأحاديث.

5- الصبر على القضاء و الرضا بالقدر 
و لا أعني هذا الصبر على الأمراض ول ا الابتلاءات فيمر على كلماتي أصحاب العافية مرور الكرام. نسأل الله العافية للجميع

بل و الله إن الأمر أقرب من ذلك

فإذا كسر ولدك الكوب فما يضرنا لو قلنا قدر الله و ما شاء فعل؟
و إذا تعطلت السيارة في ذهاب أو إياب
أو تأخر زوجك في تلبية طلب
أو تأخرت زوجتك في اللحاق بك في ذهاب أو إياب
أو تركتك منتظرا قليلا أو كثيرا
ما يضرنا لو قلنا قدر الله و ما شاء فعل؟ و نستفد بالوقت في قراءة القرآن أو التسبيح؟

6- ما يضر الواحد منا لو تألم قلبه ألما حقيقيا لإخوانه في سوريا و بورما و فلسطين و مصر
فيشعر و لو لحظر في رمضان بقلبه يعتصر ألما شفقة لهم فيهيجه هذا على الدعاء الصادق لإخوانه و أخواته المسلمين 
مستحضرا قوله صلى الله عليه و سلم:"مثل المؤمنين في توادهم و تراحمهم و تعاطفهم ، مثل الجسد . إذا اشتكى منه عضو ، تداعى له سائر الجسد بالسهر و الحمى" رواه مسلم

فهلا شعرنا لحظة أن ما يحدث في إخواننا المسلمين كأنه يحدث في يدي أو قدمي فأتألم له كما أتألم لجسدي و أدعو لهم كدعاء المضطر لا يجد ملجأ إلا إلى ربه؟؟

7- و أخيرا و ليس آخرا
العلماء تجار النوايا
و كان السلف يحتسبون نومتهم كما يحتسبون قيامهم

فإذا قصر بك العمل، فلتكن نيتك أبلغ من عملك
و إذا عملتَ فليكن قلبك حاضرا و احتسابك للأجر مجاهدة تصابر عليها في هذا الشهر الكريم

اللهم بلغنا رمضان و تقبل منا يا رحمان

الرابط:

 

http://www.saaid.net/daeyat/sara/75.htm

 

Read 1930 times Last modified on Tuesday, 07 July 2015 12:51

Add comment


Security code
Refresh

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab