.
نتابع بشغف خطوات السيد إردوغان و فريقه، رأينا كيف تفاعلت إيجابيا تركيا مع ثورة المستضعفين في سوريا و ها أنها تعلن تسليط عقوبات علي نظام البعث الوحشي و إن كنا نتوقع من الدول العربية موقفا أكثر حزما مما يجري من مظالم كبيرة في سوريا و اليمن من مجرد تقديم مبادرات فارغة. فمن خلال سياسة جادة و قوية إستطاعت أن تتحرر نوع ما السياسة الخارجية التركية من قبضة البيت الأبيض.
أن تعمل سويا الدول العربية و المسلمة بعيدا عن الحسابات الضيقة و الإعتبارات القومية، هذا هو مرادنا يتكتل العالم من آسيا إلي أمريكا و نحن نتقن لعبة الإنقسام و التنابز، و هذا لا يخدمنا علي الإطلاق. بإمكان تركيا أن تجمع كلمتنا حول قضايا مصيرية، و ليس لنا أن نناقش ريادتها إلا بالنظر إلي تحركاتها و نتائج عملها، الثورات القائمة في بلداننا خطوة إيجابية نحو الإستقلال الفعلي و إستنادا إلي هذه الحركية الواعدة نستطيع مع تركيا رسم معالم خارطة جديدة، نحدد من خلالها المراحل المقبلة من العدالة المنشودة إلي تحرير الأرض في فلسطين و إستعادة سيطرتنا علي ثرواتنا و نهج نمو مقارب لقدراتنا و مواردنا. و لنا القدوة في تركيا، أندونيسيا و ماليزيا، فالأمثلة و النماذج موجودة و لله الحمد، ما ينقصنا العزيمة و الإستقرار و المصير السيد، فلا يقرر أحد مكاننا. حزب العدالة و التنمية حرص طوال عقد إعتماد ثقة الشعب التركي للذهاب إلي سياسات إقتصادية قوية و نجح في رهانه ذاك، ألم يأتي دورنا ؟
بلي جاء دورنا، فهذه الثورات القائمة هنا و هناك ما هي إلا بدايات لتغيير شامل، يمس كل الميادين و أولهم الإقتصاد الذي هو عماد كل دولة سيدة. فتركيا هي في العشرين الأوائل بين الدول المتقدمة صناعيا و إقتصاديا. فما حققته تركيا، نحن قادرون علي إنجازه، علينا بتوخي الحكمة في تسيير دفة أمورنا، يتحرك العالم من حولنا بداية من وول ستريت الذي إحتلته جماهير أمريكية غاضبة علي النظام المالي المجحف الذي أرسته أقلية بيضاء غنية متغطرسة. لهذا يتوجب علينا فهم جيدا التغييرات الحاصلة لنذهب إلي فعل الإنعتاق بمليء إرادتنا فنعمل علي النهوض في المدي القريب و البعيد بخطي وئيدة و ثابتة.