الأطفال في حاجة إلي الحديث مع آباءهم، منهم يستمدون الدفيء و الثقة و الأمل و من الأبناء يستوحي الآباء النشاط و التفاؤل و العزيمة. هل نحن نحسن إستغلال أوقات الراحة لنبني علاقة وطيدة مع أطفالنا؟
في معظم الأحيان تأتي الحجج لتعذر ما لا يحتمل عذر، فمن حق إبنك عليك أن تجالسه و أن تشاركه نشاطا ما، ماذا سيفعل ولدك بمالك إن كنت عاجزا علي توفير له أهم شيء في حياته عطفك و إهتمامك؟
لا ينبغي أن نستخف بالعطلة، فهذا الوقت المستقطع من أيام السنة هو مناسبة قيمة لعقد راحة، حسن إستغلالها واجب علينا. تتطلب تربية النشأ سعة من الوقت و آباء هذا الزمن أكثر ما يفتقدونه هو عامل الوقت، فلا يجالسون أبناءهم و لا يستمعون لهم إلا بشكل عابر. و فئة قليلة منهم تعي أهمية الإصغاء إلي الطفل خاصة و هو لم يتجاوز بعد سن العاشرة. فمتابعة إبن تشترط يقظة و رعاية و تركيز و سعة بال و رحمة. صفات قلما نعثر عليها في بعض أولياء الأمور، هل لأن ظروف المعيشة قست عليهم فقصروا حيث لا يحتمل التقصير ؟ أم أن نظرتهم لدورهم محدودة بمستواهم العلمي و الثقافي و الروحي بشكل عام ؟ المهم أننا فعلا نحن أمام معضلة و لا بد لها من حل.
يتحدد مصير الطفل في الساعات اليومية التي نخصصها له، فأن يطالبك إبنك بالخروج و التنزه، هذا حقه عليك. أن يطلب منك أن تلاعبه، هذا أيضا حقه. إذا لم تفرد من وقتك فترة زمنية توافق العطل لتقضيها خالصة مع أبناءك، متي ستسنح لك الظروف بذلك ؟
الأم اليوم و بمقتضي خروجها من البيت للإسترزاق، أصبحت في حالات كثيرة مقصرة في أداءها لواجبها الأول : تربية الأبناء و متابعتهم. كيف سيتغير واقعنا و مستقبلنا إن لم نعد له جيل مسؤول ؟
فتمضية أيام العطلة مع الأبناء خارج البيت أو داخله، له أهميته القصوي في نظر الأطفال علي الأقل. نسبة كبيرة من وقتنا في العطلة نستطيع أن نستثمرها في أبناءنا، فكيف يغيب عنا هذا ؟ هل الأبوة أو الأمومة إنحصرت في مأكل و ملبس و دواء و فقط ؟