دعاني أحد الفضلاء من بجاية عندما كنت زائرا لها سنة 2013 إلى تناول القهوة في بيته مع طائفة من المجاهدين و الأساتذة، و لاحظت أن الصينية التي فيها الفناجين مكتوب فيها آية قرآنية.
و من عجائب الأقدار أن أحد الأساتذة ذكر الشيخ زهير الزاهري، مما جعلني أستغل الفرصة، و أذكر لهم صينية أخرى لا قرآن فيها.
و إليك –قارئي الكريم- ما حدثني به الشيخ زهير نقلا عن المرحوم الشيخ محمد العيد: دعي الإمام عبد الحميد بن باديس، و الشيخ محمد البشير الابراهيمي، و الشيخ الطيب العقبي، و الشيخ محمد العيد إلى مأدبة على مائدة أحد الفضلاء، و لما انتهوا من الأكل قدمت إليهم صينية ليغتسلوا فيها، فاغتسلوا، و عندما جاء دور الإمام عبد الحميد بن باديس رفض الاغتسال عليها، و قال: لا أغتسل فيها و فيها حروف عربية.
و منذ أيام قليلة كان معي في بيتي ضابط، و بعد تناول القهوة و الحلويات أخرج من جيبه منديلا و مسح به فمه و يده وعليه كتابة بالعربية، و أدهى من هذا كله و أمر وجود حروف عربية على عتبة داره بحيث تداس بالأرجل، و لا أحد ينتبه لخطورة هذا السلوك.
إن اللغة العربية يجب أن تقدس لأنها التي وعت القرآن الكريم و السنة النبوية.
و من فكر فيما كتب من مجلدات ضخام بهذه اللغة عن القرآن و السنة النبوية و الشريعة المطهرة خلال القرون التي مضت ينحني إجلالا لهذه اللغة و يستهين بكل تقديس تحاط به هذه اللغة.
و حينما يتذكر الإنسان أن القرآن الكريم الذي وعته هذه اللغة هو كلام رب العزة، خالق كل شيء، و رب كل شيء، و أن خير البرية محمدا صلى الله عليه و سلم الذي نزل عليه هذا الكتاب المبين، كان يتهجد به، و يفتح القلوب و العوالم به، يدرك بعمق مكانة هذه اللغة بين اللغات، و أنه مهما بالغ في احترامها و تقديسها فهو مقصر و لأمر ما يقول الله تعالى عن كتابه المبين:{ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ }، {كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ}.
و لنذكر على الدوام أن هذا الدين العظيم الذي يحقق لمن اتبع هداه سعادة العاجلة و الآجلة انتشر في مختلف أنحاء المعمورة و أداته هذه اللغة.
و من هنا و هناك وجب تقديس هذه اللغة و احترامها، و يجب على كل مسلم أن ينشر هذه الثقافة في أي مكان كان.
الرابط : https://elbassair.org/7760/