قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

Thursday, 20 November 2014 19:57

هل تحول الناس في البلاد العربية والإسلامية إلى ربوت ...؟

Written by  الأستاذ محمد العلمي السائحي
Rate this item
(0 votes)

قد يبدوا هذا السؤال للبعض غريبا بعض الشيء، و قد يبدو للبعض الآخر لا معنى له، و لكنه من وجهة نظري سؤال جد وجيه و لا بد من البحث الحثيث عن جواب منطقي له، و ذلك أن هناك شواهد كثيرة تشير إلى أننا لم نعد نتصرف بمطلق إرادتنا الحرة، و أن الكثير من تصرفاتنا يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أننا ألغينا عملية التفكير عندنا و عطلناها تماما، و أن كل ما يصدر عنا إنما يتم وفقا لأوامر و إيعازات أناس آخرين لا علاقة لهم بنا، و لا صلة لهم بثقافتنا و حضارتنا و معتقداتنا، و الذي يفرض علينا ذلكم السؤال العجيب الغريب، و يؤكد تحولنا إلى مجرد آلات صماء لاحول لها و لا قوة، ليس بإمكانها رفض ما يصدر لها من أوامر أو مخالفة ما دعيت للانسجام معه من إيعازات هو: أننا كثيرا ما نجد أنفسنا ندفع إلى مواقف نتصادم فيها مع ثقافتنا أو ديننا أو اختياراتنا الاجتماعية بل أحيانا مع سياساتنا الوطنية ذاتها، و لأكون أكثر وضوحا دعونا نتساءل: ما الذي يجعل ما يسمى بالتيارات الجهادية تقاتل أنظمتها و شعوبها عوض أن توجه سلاحها إلى العدو المباشر الذي احتل أرضها قديما و حديثا، شأن إسرائيل و أمريكا و فرنسا حيث أن قتال العدو الأجنبي الظاهر العداوة أولى بالتقديم من قتال المسلم لأخيه المسلم، و سؤال آخر يفرض نفسه و هو: لماذا بعض الأنظمة في بلادنا العربية ترى أن مراعاة مصالح الغير و الحفاظ على أمنهم القومي أولى و أحق من مراعاة مصالح شعوبها و أمنها القومي، فاعتبار بشار الأسد للشعب السوري الذي هو شعبه إرهابيا هو قمة اللامنطق و اللامعقولية، و إقدام السيسي في سيناء على تدمير و هدم بيوت السكان المحاذين لرفح مع ما فيه من خدمة مجانية للعدو الاستراتيجي الأول، و ما فيه من استثارة لعداوات سكان المنطقة و الإضرار الشديد بالأمن القومي المصري يؤكد أن مثل هذه التصرفات مفروضة فرضا و لامجال لرفضها.

ثم أن المنطق يقضي بالاستفادة من تجارب الماضي و الخبرات المكتسبة منه و هنا نسأل: لماذا سارعت الكثير من الدول العربية و الإسلامية للانضمام للحلف الأمريكي الأوروبي في حربه ضد داعش، مع أن تجربتها السابقة تؤكد أن أمريكا و أروبا لا يعملان إلا لمصلحتهما، و أنهما هما من مكن لظهور داعش في هذه المنطقة بحل الجيش العراقي و إثارة الصراع الطائفي فيه، و لولا ذلك ما كان لداعش أن يكون لها وجود، و لا رفعت لها ألوية و بنود، ثم هل داعش بهذه القوة بحيث تعجز الجيوش العربية منفردة أو مجتمعة على القضاء عليها؟ إن الرضوخ لهذا الحلف و الانضواء تحت لوائه ما تم إلا بفعل ضغوط لأن المنطق يؤكد أنه يعمل ضد المصالح الاستراتيجية للمنطقة العربية و يهدف إلى إعادة التوزيع الديموغرافي فيها و إنشاء كيانات جديدة توفر عوامل صراع أخرى تحول دون استقرار البلاد العربية لفترة أخرى.

و أخيرا كيف نفسر صدور تعليمات و أوامر و قوانين في بعض بلادنا العربية تتعارض مع الدين الإسلامي مع أن دساتيرها تجعله مصدرا أساسيا لتشريعاتها كما حدث في الجزائر عندنا حيث صدرت تعليمة بمؤسسة الجمارك تحضر على الجمركيات ارتداء الخمار و كأن الخمار يمنعهن من حسن أداء واجباتهن المهنية أو أن نزعه يرفع من أدائهن لوظيفتهن، هذا أيضا هو شاهد آخر على أننا حُولنا إلى ربوت نسلك و نتصرف وفقا لما برمجنا عليه...

Read 1547 times Last modified on Monday, 27 July 2015 17:41

Add comment


Security code
Refresh

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab