قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

Saturday, 01 March 2014 19:29

إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم...

Written by  الأستاذ محمد العلمي السائحي
Rate this item
(0 votes)

لا خلاف على أن ما يجري في الوطن العربي من أحداث جسام فرضت عليه أوضاعا مأساوية تجسدت في تمزق أوصاله وتضعضع أمنه الاجتماعي وتهاوي اقتصادياته،  تشير إلى أن وراءها قوى خارجية هي التي تحركها وتستفيد منها، لكن ذلك لا ينفي أن لأوضاعنا الداخلية اليد الطولى فيها، ولولا هذه الحقيقة لما وجدت القوى الخارجية تلك سبيلا لتفجيرها، ولعل من أهم العوامل التي يسرت السبيل لاختراقنا والتأثير فينا وتسخيرنا لخدمة مصالح الغير عوض خدمة مصالحنا، هي الآتية:

1-     هيمنة النظم الجبرية الاستبدادية على السلطة في الوطن العربي

فهذه الأنظمة التي كانت نتاج صراع الشعوب مع القوى الاستعمارية وجدت  مبررات وجودها واحتكارها للسلطة السياسية في أن السبب في تحرر شعوب المنطقة هو الثورة المسلحة أي أن الجيوش هي الأجدر بتولي القيادة فيها.

غير أن هذه الأنظمة لقلة الخبرة وافتقارها للكفاءات ومحدودية الإمكانيات المالية في العهود الأولى الاستقلال عجزت عن تسيير الشأن العام فساءت الأوضاع الاقتصادية والأوضاع الاجتماعية، فتململ الناس وبدأت تتشكل المعارضات على اختلاف تياراتها وتوجهاتها الفكرية والسياسية فنزعت هذه الأنظمة إلى استخدام العنف بمختلف أشكاله وأنواعه لقمع تلك المعارضات فازدادت الأمور سوء، مما اضطر المعارضات أو بعضها على الأقل للاستعانة بالقوى الخارجيةفاهتبل الخارج ذلك فرصة لاختراقنا والتأثير في شؤوننا وتسخيرنا لخدمة أجنداته.

2-     الجهل والأمية والانحطاط الفكري والديني

كل ذلك أوجد مناخا مناسبا لتفجير الصراعات وبعث الفتن النائمة من مكمنها، واستغل الخارج ذلك لخدمة مصالحه عن طريق إثارة الصراع فيما بيننا بسبب  الاختلاف العرقي أو الديني أو السياسي  حتى يعطي لنفسه حق التدخل لحماية هذا من ذاك تحت غطاء القوانين الدولية المتعلقة بحماية الأقليات العرقية أو الدينية كما حدث في إندونيسيا والسودان، وما كان ذاك ليحدث لو لم يكن هناك تخلف فكري ولاوعي ديني.

3-     التخلف العلمي والتكنولوجي

يعتبر هذا العامل سببا مباشرا في تردّي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية  وسببا غير مباشر في اهتزاز الأوضاع السياسية وعدم استقرارها، ذلك أن النمو الاقتصادي مرتبط أشد الارتباط  بجودة الانتاج وكمه وذلك يتطلب تدخل العلم والتكنولوجيا لتحسين نوعية المنتوج وكميته فالتخلف الاقتصادي الذي يعرفه الوطن العربي هو نتيجة منطقية لتخلفه العلمي والتكنولوجي، وسوء الأوضاع الاجتماعية هو نتيجة حتمية لتردي الأوضاع الاقتصادية التي حالت دون حل أزمة البطالة والسكن والارتقاء بمستوى الخدمات الصحية والتعليمية والنقل وذلك ما هيأ الظروف المواتية لقيام معارضات سياسية فاهتز الوضع السياسي وفتح ذلك الباب على مصراعيه لتدخل القوى الخارجية في شؤوننا الداخلية.

وإذن فإن المطلوب لتغيير هذه الأوضاع المأساوية التي جعلتنا نضرب رقاب بعضنا البعض في مصر والسودان وسوريا والعراق واليمن  وليبيا هو تصحيح وضعنا الفكري والعلمي والتكنولوجي وذلك بأيدينا وقد قال الله تعالى في محكم تنزيله: ((إن الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم))

Read 3633 times Last modified on Saturday, 04 July 2015 20:57

Add comment


Security code
Refresh

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab