(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
طباعة
الأربعاء, 13 أيار 2015 05:52

أنا ربكم الأعلم… فرعون التربية والتعليم!!

كتبه  الأستاذة سميرة بنت إبراهيم عوف
قيم الموضوع
(0 أصوات)

لم يخطئ الرئيس البوسني المفكر علي عزت بيجوفيتش حينما قال: هكذا تصنعون طواغيتكم… و قصة هذه المقولة لا تخفى عليكم، لكن الشاهد من هذا في موضوعنا هو سلوك تربوي نتعمّده مع أبنائنا في صِغرهم و نرجو بعد ذلك لهم رشدا حينما يكبرون.

 

إنه باختصار: تقديس الأشخاص و تعظيمهم في نفوس النشء.. و زرع رقابة الناس عندهم بدل رقابة الخالق، و بالتالي السعي لرضاهم و تجنّب سخطهم على حساب تنمية الرقابة الإلهية في ضمائرهم.

 

أقف هنا عن الوصف، فمتابع كلامي قد ملَّ و بدأ يستنكر.. و يقول: ما شهِدت لبيبا يفعل ذلك!! و أنا أجيبك: الأصح أن نقول: ما رأينا من يتعمّد ذلك، لكن… هناك من يقدم على بعض السلوكات -و التي تنمّي في أبنائه هذه القناعة السلبية- لكن بحسن نية، و قد يقوم المعلمون أنفسهم بنفس هذا الخطأ.

 

مثلا حدث معي هذا شخصيا: أن يقدم الوالدين على مخاطبة أطفالهم بعبارات مثل، الترغيب: “المعلمة ستحب ذلك” أو “سيعجب هذا -الذوق- المعلمة كثيرا” و التهديد: “إن لم تقم بما طلبته منك سأخبر المعلمة” أو “المعلمة ستغضب منك”.

 

و التي هي في الحقيقة فقر من الوالدين في مهاراتهم التربوية، فيلجؤون إلى أسهل الحلول –و هي استعمال نماذج تلك العبارات- بما أن البراعم يحترمون معلمتهم و يحبونها كثيرا، و يخشون أن تتبدل صورتهم اللطيفة في عينيها إن وصلها عنهم خبر سيء من والديهم!! و في النقيض يسعون لجلب اهتمامها -كونها تهتم بما يقدمون- و عملا على رفع نسبته لأنه شعور ممتع و مطلوب عندهم، مع أنه من مساوئ هذا التصرف قتل الإبداع و الابتكار فيهم باحتكاره في ما يروق لمعلمتهم.

 

من هنا فغالبا ما اعترف لي الأولياء بذلك.. فأتحسّر من فعلهم و أوجههم إلى كسب حب و ثقة أبنائهم و بالتالي سهولة التعامل معهم، بالإضافة إلى خطورة ما يقومون به، فالأجدر بهم العمل على غرس الرقابة الذاتية لتصرفاتهم و قياسها برضا الله منذ نعومة أظافرهم.

 

و قد حدث و أن ضجر برعم من موقف والديه فنطق محتجا: سئمت لفظة “معلمة” أتركوها في المدرسة… حسب ما أخبرني به والداه مؤخرا، حقيقة فرحت لأنه نطق بالحق و الفطرة النقية التي فيه، و تألمت لكوننا نخطئ في حقهم صغارا و نشتكي سلوكهم و هم كبارا!

 

فبداية نركز على “المعلم” في مستوى التحضيري و الابتدائي، ثم نوسّعها “للمجتمع و العار” في فترة المراهقة كشباب ثم نتساءل بعدها لماذا حينما نعظهم لا يخافون الله و لا يستحضرون رقابته في سرهم و يخفون انحرافهم عن أعين الناس متناسين أنه ثمت عالم السر و الغيب أولى أن يخشوه!!

 

أصل في ختام خاطرتي هذه إلى بعض الأساليب التي استحسنتها من خلال التجربة، لزرع حب و رقابة الله في نفوس الصغار:

 

1- تحبيب الله إليهم من خلال تبصيرهم بنعمه علينا باعتماد التجربة و الحس ليصلوا إلى ذلك عن قناعة.

 

2- تعريفهم بأوامر الله و نواهيه و مساعدتهم على تجسيدها باعتماد منهجية يسيرة عليهم و تحفيزهم على أدائهم فيها.

 

3- تحميلهم مسؤولية الخطأ، فنحاورهم عندما يسيئون التصرف و نخاطب عقولهم مستفزين إياهم بأسئلتنا على أن يجيبوا في الأخير “رضا الله”

 

4- إكسابهم مهارة تصحيح سلوك أقرانهم، و تذكيرهم بما عليهم فعله حال الخطأ، كبديل لعادة: “سأخبر المعلمة” مُقنعين إياهم أن جل ما سيفعلون مع المخطئ هو تذكيره و توجيهه، و له في النهاية أن يختار التنفيذ من عدمه -و نحمد الله حينها على صفاء فطرتهم-.

الرابط:

 

http://tawenza-school.org/%D8%A3%D9%86%D8%A7-%D8%B1%D8%A8%D9%83%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B9%D9%84%D9%85%E2%80%A6-%D9%81%D8%B1%D8%B9%D9%88%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%85!!/%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D8%AA%D8%B1%D8%A8%D9%88%D9%8A%D8%A9/d

قراءة 2104 مرات آخر تعديل على الجمعة, 04 أيلول/سبتمبر 2015 11:55