(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
طباعة
الثلاثاء, 26 تموز/يوليو 2022 07:33

الموروث التاريخي 15

كتبه  الأستاذ ماهر باكير دلاش من الأردن الشقيق
قيم الموضوع
(5 أصوات)
 
أسلافنا ما توا فارغين :
 
لم يعد يخفي علي أحد كبير أو صغير، مثقف او غير مثقف، عالم او أمي، متابع لحال الأمة أو لا، أن الحقد الغربي يتزايد بشكل مضطرد على الإسلام و أهله إن تقلبات الاحداث و المواقف في العالم و التي كلها تنصب في السعي الى تحميل المسلمين ما يحدث في العالم باتت واضحة جلية، و الحروب الصليبية المتلاحقة منذ بزوغ فجر الإسلام، إضافة الى مكائد اليهود و غيرهم مما يرى في انتشار الإسلام و سيطرته خطر عليه أكبر مثال بين على ذلك.
إن خلق المسلم الذي استقاه من هذا الدين العظيم يفرض عليه ان يكون مهذبا خال من الحقد و الكراهية حتى على غير المسلمين، و مع كل الويلات التي مر بها المسلمون "اسلافنا" لم يتملكهم الحقد و لم تملأهم الكراهية على أحد بل جاهدوا لنصرة الحق و ماتوا فارغين من الأحقاد.
تأملت في قلوب و صدور الأعداء على اختلاف مللهم و ألوانهم فلم أر فيها إلا غصات من  الحقد و الحسد!
إن تكريس أوقاتنا للبحث عن المتعة فقط، كما يفعل الغربيون، و جعله هدف مستمر يميت حياتنا على المدى البعيد، و يورث الملل و الشعور بالخواء، و إن تكريس اوقاتنا باحتضان لوثة الكراهية و الحقد على الآخرين هي أيضا تورث الكسل و حب القعود، و الإنشغال بها تفضي الى لا شيء، بل تزيد من تخلفنا و تراجعنا و تزيد هيمنة الغرب علينا، و بالمقابل إن إشغال جل حياتنا بالجهاد سواء كان بقلم أو بنفس أو بمال لإعلاء كلمة الحق هي أسمي مراتب الإخلاص للدين و العقيدة، و هذا ما كان عليه أسلافنا فكانت لحياتهم معنى. فالفخر و القناعة و الرضى؛ يمكن أن توجد في أي عمل بشرط أن يكون عملا صحيحا صالحاً. فأصحاب المبادئ يكتبون و يخططون و يعملون بأرواحهم، لذلك كل حرف و كل كلمة تقتات من أنفاسهم و نبضات قلوبهم و تعني الكثير بالنسبة لهم، بينما المستأجرون لا يعرفون قيمة الحرف و لا العبارة و لا يعيشون جمال المعاني لأنهم جبلوا على التمثيل والكذب، و عدم الإخلاص في العمل، فتنتهي حياتهم لمزبلة التاريخ. يعتقد المتنازلون عن ثوابت الإسلام أنهم حققوا أكبر المكاسب الدنيوية في مقابل تنازلاتهم، لكنهم يغفلون عن حقيقة خسرانهم الأكبر لدينهم و أنفسهم.
 
المسلمون اليوم:
 
من أشد أنواع الغفلة أن نعيش هذه الأيام المظلمة بأعين مفتوحة و قلوب مغلقة، و هذا ما يعاني منه الكثير في أيامنا هذه، فقد ران على قلوبهم و باتوا يتخبطون في العتمة.
عندما يصبح المخطئون في أي مجتمع أكثرية، فهذا يعني أن البيئة لم تعد نقية، فيصبح الخطأ قاعدة و الصواب استثناء؟! بل و يصبح لزاما على أصحاب الصواب الإنحناء لعواصف الخطأ و إلا أصبحوا غرباء في مجتمعهم؟!
الراحة النفسية تحصيل حاصل للتعاملات الحكيمة المنصفة، تتجلى آثارها على ملامح المرء و سلوكياته. كل معاملة افتقدت الإحسان و الإنصاف كان لها و لابد أثرها في الأذية للطرفين. لذلك كانت العشرة بالمعروف معلما بارزا لعظمة الإسلام في إدارة العلاقات، و قس عليها كل أنواع العلاقات و تأمل حجم السعادة التي تصنع.
لم يحتجز أباءنا و أجدادنا أنفسهم في أي منعطف لا يناسب عقيدتهم، و لم يخفضوا سقف آمالهم في السعي وراء هداية الإنسانية و خير البشر، فكانوا خلفاء في الأرض، بل رفعوا آمالهم و توقعاتهم الى أقصى حدود في العمل لخير الانسان و البشرية، فلا احقاد شخصية، و لا كراهية إلا لأجل الإسلام و الدين، سلفنا قضوا فارغين، أنقياء و تاريخهم مشرق.
 
قراءة 571 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 27 تموز/يوليو 2022 07:47