قبل أن تصعد السيارة، تبينت الأمر، فأدركت أن رصاصة مجهولة المصدر كسرت الواجهة الزجاجية لعمود إشارات المرورية أمامها!!
-ما بك هجرة؟ كأن شيء ما سيء وقع ؟ لاحظت لها قريبتها و هي تسلم عليها.
-لنبتعد من هنا، أولا.
بحركة متوازنة، قادت إلهام السيارة وسط الشارع و بعد قليل، أخذت شارع آخر مواز للأول و زادت في السرعة.
-أرسلك الله في الوقت المناسب، تكلمت هجرة.
-كيف ؟
-لا تحاولي معرفة السبب، حاليا أعمل علي قضية أفضل أن أتكتم عليها تماما. كيف حالك و ما الذي أتي بك في هذا الجزء من المدينة الذي عادة ما يكون مزدحما في مثل هذا التوقيت ؟
إبتسمت إلهام إبتسامة عريضة :
-أطفالي هم من ألحوا علي بشراء لهم مسبح عملاق، سنضعه في خلفية البيت و هكذا لا نقطع طريق طويل لنصل إلي البحر في العطلة القادمة.
تبادلتا أطراف الحديث لهنيهات ثم سألت إلهام هجرة:
-أين تريدين أن أضعك أم أنك تفضلي أن تتناولي معي الشاي ؟
-لا شكرا المرة المقبلة إن شاء الله، لي الآن موعد مستعجل. هل تستطيعي أن تأخذيني إلي الشارع طومبوتو ؟
-بلي، سأفعل. المهم أن تحافظي علي نفسك، فأنا أتصور أن القضية التي أنت بصددها جد خطرة.
سكتت هجرة و بعد عشرين دقيقة وجدت نفسها أمام مدخل حي فاخر في إحدي الضواحي البعيدة للعاصمة، حيت و شكرت بحرارة إلهام و نزلت.
علي الرصيف، عادت و قرأت رقم البيت الذي تسكنه صديقة طفولة أميرة. مشت خطوات قليلة قبل أن تتوقف أمام رقم 23:
-هذا هو البيت.
ضغطت علي زر الجرس في مدخل البيت، جاءها صوت آلي :
-سيفتح لك الباب بعد ما تقفين أمام شاشة الكاميرا من فضلك.
فعلت كما طلب منها، لحظات بعد ذلك إنفتح الباب الأمامي أمامها، عند دخولها، إجتازت قاعة ثم خرجت إلي حديقة خلابة ليلوح بعيدا ظل إمرأة، كلما إقتربت منها تأكدت انها صاحبة البيت.
-عذرا علي الإزعاج في مثل هذه الساعة. قالت لها هجرة و هي تصافحها.
نظرت الزوجة الشابة إليها و معالم الحزن ظاهرة علي محياها:
- -إنها ساعة عادية، تفضلي سيدتي
- ثم قادتها إلي قاعة إستقبال داخل البيت، بعد جلوسهما، طلبت منها مضيفتها:
- -هل تشربين شيء ؟
- -كاس ماء لا أكثر و لا أقل.
- نهضت السيدة و عبر هاتف داخلي أعطت أوامر، دقائق بعد ذلك ظهرت خادمة تدفع طبق متحرك فيه شاي و حليب و أنواع من الحلوي و المرطبات، حرصت صديقة أميرة علي أن تناول ضيفتها الماء ثم عادت لتجلس غير بعيد عنها :
-و الآن سيدتي ماذا تريدين أن تعرفي مني ؟