يضج عالمنا الإسلامي بكثير من المحن و الكوارث الطبيعية و غير الطبيعية، بل تعيش كثير من مجتمعاته في فاقة و حاجة و تعثر تنموي و معيشي واضح، لا تملك إلا التساؤل أين التخطيط و الرؤية؟ خصوصاً أنك تشاهد دولاً من عالمنا لا تتمتع بأي مميزات أو ثروات طبيعية بمعنى أنها لا تملك مقدرات طبيعية في أرضها، و لكنها و رغم هذا تعيش وضعاً اقتصادياً مميزاً و تنمية بشرية على المجالات كافة من التعليم و الرعاية الصحية و الاجتماعية.
غني عن القول إن هذا الوضع يعود إلى التخطيط البعيد الأمد و القصير و معرفة الإمكانات و الموارد لهذا البلد، و من ثم وضع خطط لتوظيف الناس و تحويلهم إلى طاقات بشرية منتجة. كثير من دول عالمنا الإسلامي وقعت فريسة لتناحر فئوي و طائفي لا طائل منه أرجع البلاد و العباد عقوداً طويلة إلى الوراء، و باتت معدلات وفيات الأطفال في ارتفاع كبير، و دون أن نسمي أي بقعة، فإن مواضيع مثل القبائلية و المناطقية و الطائفة الدينية هي المواضيع الرئيسة في تلك الأرجاء و لا صوت أو مكان للوطنية و المساواة و العدالة و حقوق الإنسان، بل حتى التعليم ما زال في كثير من أجزاء هذا البلد يتم وفق طرق بدائية متواضعة و تتبناه جماعات متطرفة، و الهدف هو تفريخ المزيد من المقاتلين، فهؤلاء الأطفال ما هم إلا وقود لحروبها و قتالها المستمر.
كثير من الجماعات الإسلامية التي تمارس الإرهاب و لها أجندة و تريد القفز و السيطرة على المجتمعات تستغل العاطفة الدينية لدى الناس، و أيضاً تستغل فقرهم و فاقتهم، فمع الأسف البعض و هم كثر في عالمنا الإسلامي يرهن مستقبله و مستقبل أطفاله بأيدي هذه الجماعات، و التي لها مقاصد تخريبية إرهابية، و هذه الجماعات لم تجد حتى هذا اليوم وقفة جادة و صارمة من مفكري و علماء الأمة و نزع هذه الورقة من بين أيدهم الخبيثة.
إنهم يحاولون سرقة أعظم ما نملكه، و هو ديننا الحنيف، فيتحدثون بلسانه عن أهوائهم فيخدعون الناس و كأنه كلام اللـه، يظهرون الوقار و الخشية، فيبايعون الناس على الموت و يعدونهم بنعيم الآخرة و جنة عرضها كعرض السموات و الأرض في استخدام مقيت و خبيث للدين و رحمة اللـه.
أعود للتأكيد أن على دول العالم الإسلامي و مؤسساتها، خصوصاً منظمة المؤتمر الإسلامي، دوراً عظيماً و رسالة كبيرة في هذا السياق عليها أن تقوم به على أكمل وجه وفق خطط و رؤية واسعة، يجب أن يكون لها وجود أكبر و تكون لها برامج توعية و تثقيف في مفاصل عالمنا الإسلامي كافة، يجب ألا تترك الساحة لمحدودي الفكر و كل من له أطماع و مآرب لاستغلال عاطفة الناس الدينية.
الرابط: